ولا نزاع بين المسلمين في أنه يشرع قصدها لأجل العبادات المشروعة فيها ، وأن ذلك واجب أو مستحب . وأما النزاع في المجاورة فلما فيه من تعارض للمصلحة والمفسدة كما تقدم . وحينئذ فمن كان مجاورته فيما يكثر حسناته ويقل سيئاته فمجاورته فيها أفضل من بلد لا يكون حاله فيه كذلك . فأفضل البلاد في حق كل شخص حيث كان أبر وأتقى ، وإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم .
ولهذا لما كتب
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء إلى
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد آخى بينهما ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء بالشام nindex.php?page=showalam&ids=23وسلمان بالعراق ،
[ ص: 346 ] فكتب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء أن هلم إلى الأرض المقدسة ، فكتب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان : إن الأرض لا تقدس أحدا; وإنما يقدس الرجل عمله الصالح . ومقصوده بذلك أنه قد يكون بالأرض المفضولة من يكون عمله صالحا أو أصلح بما يحبه الله ورسوله .
وهذا مما يبين أن
nindex.php?page=treesubj&link=24334جنس المرابطة أفضل من جنس المجاورة بالحرمين كما اتفق عليه الأئمة . فإذا كانت نية العبد في هذا خالصة ، ونيته في هذا خالصة ، ولم يكن ثم عمل مفضل يفضل به أحدهما ، فالمرابطة أفضل; فإنها من جنس الجهاد ، وتلك من جنس الحج ، وجنس الجهاد أفضل من جنس الحج .
ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أقوم ليلة القدر عند
الحجر الأسود . وفي لفظ رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في "سننه" عن
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : "رباط يوم في سبيل الله أحب إلي من أن أقوم ليلة القدر في أحد المسجدين
-مسجد الحرام ومسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - ومن رابط أربعين يوما في سبيل الله فقد استكمل الرباط" .
وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=19أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة [ ص: 347 ] عند الله وأولئك هم الفائزون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=21يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم .
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=660499عن النعمان قال : كنت عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال رجل : لا أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج . وقال الآخر : إلا أن أعمر المسجد الحرام . وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم ، فزجرهم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو يوم الجمعة ، ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=19أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله الآية .
nindex.php?page=hadith&LINKID=663960وعن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان قال ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " [رباط] يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه" . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وهذا لفظه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وأبو حاتم بن حبان البستي في "صحيحه" . ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=663960عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان قال : سمعت [ ص: 348 ] nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان يقول على المنبر : أيها الناس! إني كتمتكم حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كراهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكم ، ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل" .
فقد بين لهم عثمان هذا الحديث مع كونهم كانوا مقيمين عنده
بالمدينة النبوية; مصلين في المسجد الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651116 "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام" .
ودل ذلك على أن تضعيف الصلاة لا يقاوم تضعيف اليوم الذي يعم جميع الأعمال ، فإن الجهاد يقاوم ما لا يمكن المداومة عليه من صيام وقيام . كما في الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=663914عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله! ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال : "لا تستطيعون" .
قال : فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا ، كل ذلك يقول : "لا تستطيعون" .
قال في الثالثة : "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله" . هذا لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652577جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : دلني على [ ص: 349 ] عمل يعدل الجهاد؟ قال : لا أجده . قال : "هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم لا تفتر ، وتصوم لا تفطر؟ " قال : ومن يستطيع ذلك؟ قال أبو هريرة : إن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له حسنات .
وفي الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=652578عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : أي الناس أفضل؟ فقال : "رجل مجاهد في سبيل الله بماله ونفسه" . قال : ثم من؟ قال : "ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ، ويدع الناس من شره" . لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وقد
nindex.php?page=treesubj&link=7862جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بفضل الجهاد على الحج ، كما في الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=650025عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الأعمال أفضل؟ قال : "الإيمان بالله ورسوله" . قيل : ثم ماذا؟ قال : "الجهاد في سبيل الله" . قيل : ثم ماذا؟ قال : "حج مبرور" .
وفي الصحيحين أيضا
nindex.php?page=hadith&LINKID=657127عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؟ قال : "الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله" .
فهذا موافق ما دل عليه القرآن من تفضيل الجهاد على الحج .
وقد روي :
"غزوة لا قتال فيها أفضل من سبعين حجة" . وهذا لا يناقض ما في الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=650496عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 350 ] أي العمل أفضل؟ قال : "الصلاة لوقتها" . قلت : ثم أي؟ قال : "بر الوالدين" . قلت : ثم أي العمل أفضل؟ قال : "الجهاد في سبيل الله" . حدثني بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولو استزدته لزادني .
فإن هذا الحديث أيضا يدل على فضل الجهاد على الحج وغيره .
وأما الصلاة فإنها قد تدخل في مسمى الإيمان . كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وما كان الله ليضيع إيمانكم قال
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب وغيره : صلاتكم إلى
بيت المقدس ، إذ هي بمنزلة الشهادتين في أنها لا تسقط بحال ، ولا ينوب فيها أحد عن أحد ، ويدخل بها في الإيمان ، وقد جاءت النصوص بإطلاق الكفر على تاركها .
ثم في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=911246عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ليس بين العبد وبين الكفر والشرك إلا ترك الصلاة" .
وفي السنن عن
nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة بن الحصيب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664915 "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر" . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وقال : حديث حسن صحيح غريب . أطلق الكفر على جاحد الصلاة .
[ ص: 351 ]
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن
عبد الله بن شقيق قال : كان أصحاب
محمد لا يعدون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة .
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب لما طعن وأغمي عليه ، قيل : الصلاة! فقال : "نعم ، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة" .
وعن غير واحد من الصحابة والتابعين أنهم ذكروا أن
nindex.php?page=treesubj&link=844من ترك الصلاة فقد كفر .
فهذه الخاصية التي للصلاة تقتضي أن تدخل في قوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650025 "إيمان بالله ، وجهاد في سبيله ، ثم حج مبرور" .
وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=18004بر الوالدين قد قرن حقهما بحق الله ، في مثل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14أن اشكر لي ولوالديك ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا . وكما في الصحيحين الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=687568 "كفر بالله : تبرؤ من نسب وإن دق ، ومن ادعى إلى غير أبيه فقد كفر ، ولا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم" .
[ ص: 352 ]
وإن كان كذلك فيمكن أن يقال : إن هذا دخل في مسمى الإيمان أيضا ، أو يقال : بر الوالدين إنما يجب على من له والدان ، فذكرهما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود; لأن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود كان له والدة; فكان ذلك حكم من حاله كحاله . وأما حيث لم يذكرهما فذكر ما يعم من الأعمال; فيدخل فيه من ليس له أبوان .
وَلَا نِزَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَنَّهُ يُشْرَعُ قَصْدُهَا لِأَجْلِ الْعِبَادَاتِ الْمَشْرُوعَةِ فِيهَا ، وَأَنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ أَوْ مُسْتَحَبٌّ . وَأَمَّا النِّزَاعُ فِي الْمُجَاوَرَةِ فَلِمَا فِيهِ مِنْ تَعَارُضٍ لِلْمُصْلِحَةِ وَالْمُفْسِدَةِ كَمَا تَقَدَّمَ . وَحِينَئِذٍ فَمَنْ كَانَ مُجَاوَرَتُهُ فِيمَا يُكْثِرُ حَسَنَاتِهِ وَيُقِلُّ سَيِّئَاتِهِ فَمُجَاوَرَتُهُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنْ بَلَدٍ لَا يَكُونُ حَالُهُ فِيهِ كَذَلِكَ . فَأَفْضَلُ الْبِلَادِ فِي حَقِّ كُلِّ شَخْصٍ حَيْثُ كَانَ أَبَرَّ وَأَتْقَى ، وَإِنَّ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ .
وَلِهَذَا لَمَّا كَتَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ آخَى بَيْنَهُمَا ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبُو الدَّرْدَاءِ بِالشَّامِ nindex.php?page=showalam&ids=23وَسَلْمَانُ بِالْعِرَاقِ ،
[ ص: 346 ] فَكَتَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبُو الدَّرْدَاءِ أَنْ هَلُمَّ إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانُ : إِنَّ الْأَرْضَ لَا تُقَدِّسُ أَحَدًا; وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الرَّجُلَ عَمَلُهُ الصَّالِحُ . وَمَقْصُودُهُ بِذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ بِالْأَرْضِ الْمَفْضُولَةِ مَنْ يَكُونُ عَمَلُهُ صَالِحًا أَوْ أَصْلَحَ بِمَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ .
وَهَذَا مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24334جِنْسَ الْمُرَابَطَةِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الْمُجَاوَرَةِ بِالْحَرَمَيْنِ كَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ . فَإِذَا كَانَتْ نِيَّةُ الْعَبْدِ فِي هَذَا خَالِصَةً ، وَنِيَّتُهُ فِي هَذَا خَالِصَةً ، وَلَمْ يَكُنْ ثَمَّ عَمَلٌ مُفَضَّلٌ يُفَضَّلُ بِهِ أَحَدُهُمَا ، فَالْمُرَابَطَةُ أَفْضَلُ; فَإِنَّهَا مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ ، وَتِلْكَ مِنْ جِنْسِ الْحَجِّ ، وَجِنْسُ الْجِهَادِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الْحَجِّ .
وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : لَأَنْ أُرَابِطَ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ
الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ . وَفِي لَفْظٍ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي "سُنَنِهِ" عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي أَحَدِ الْمَسْجِدَيْنِ
-مَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - - وَمَنْ رَابَطَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الرِّبَاطَ" .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=19أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً [ ص: 347 ] عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=21يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ .
وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=660499عَنِ النُّعْمَانِ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الْإِسْلَامِ إِلَّا أَنْ أَسْقِيَ الْحَاجَّ . وَقَالَ الْآخَرُ : إِلَّا أَنْ أَعْمُرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ . وَقَالَ آخَرُ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتُمْ ، فَزَجَرَهُمْ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَقَالَ : لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، وَلَكِنْ إِذَا صَلَّيْتُ الْجُمُعَةَ دَخَلْتُ فَاسْتَفْتَيْتُهُ فِيمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=19أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْآيَةَ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=663960وَعَنْ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " [رِبَاطُ] يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ" . رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ وَهَذَا لَفْظُهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَأَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ الْبُسْتِيُّ فِي "صَحِيحِهِ" . وَلَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامِ أَحْمَدَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=663960عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ : سَمِعْتُ [ ص: 348 ] nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّي كَتَمْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، كَرَاهِيَةَ تَفَرُّقِكُمْ عَنِّي ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ ، لِيَخْتَارَ امْرُؤٌ لِنَفْسِهِ مَا بَدَا لَهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ" .
فَقَدْ بَيَّنَ لَهُمْ عُثْمَانُ هَذَا الْحَدِيثَ مَعَ كَوْنِهِمْ كَانُوا مُقِيمِينَ عِنْدَهُ
بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ; مُصَلِّينَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي قَالَ فِيهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651116 "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ" .
وَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ تَضْعِيفَ الصَّلَاةِ لَا يُقَاوِمُ تَضْعِيفَ الْيَوْمِ الَّذِي يَعُمُّ جَمِيعَ الْأَعْمَالِ ، فَإِنَّ الْجِهَادَ يُقَاوِمُ مَا لَا يُمْكِنُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهِ مِنْ صِيَامٍ وَقِيَامٍ . كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=663914عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ : "لَا تَسْتَطِيعُونَ" .
قَالَ : فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ : "لَا تَسْتَطِيعُونَ" .
قَالَ فِي الثَّالِثَةِ : "مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" . هَذَا لَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ .
وَلَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652577جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : دُلَّنِي عَلَى [ ص: 349 ] عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ؟ قَالَ : لَا أَجِدُهُ . قَالَ : "هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ لَا تَفْتُرَ ، وَتَصُومَ لَا تُفْطِرَ؟ " قَالَ : وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=652578عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ : "رَجُلٌ مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ" . قَالَ : ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : "ثُمَّ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ" . لَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ .
وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=7862جَاءَتِ النُّصُوصُ الصَّحِيحَةُ الصَّرِيحَةُ بِفَضْلِ الْجِهَادِ عَلَى الْحَجِّ ، كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=650025عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ : "الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ" . قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ : "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" . قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ : "حَجٌّ مَبْرُورٌ" .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا
nindex.php?page=hadith&LINKID=657127عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ : "الْإِيمَانُ بِاللَّهِ ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ" .
فَهَذَا مُوَافِقٌ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ مِنْ تَفْضِيلِ الْجِهَادِ عَلَى الْحَجِّ .
وَقَدْ رُوِيَ :
"غَزْوَةٌ لَا قِتَالَ فِيهَا أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ حَجَّةً" . وَهَذَا لَا يُنَاقِضُ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=650496عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ ص: 350 ] أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ : "الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا" . قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ : "بِرُّ الْوَالِدَيْنِ" . قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ : "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" . حَدَّثَنِي بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي .
فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا يَدُلُّ عَلَى فَضْلِ الْجِهَادِ عَلَى الْحَجِّ وَغَيْرِهِ .
وَأَمَّا الصَّلَاةُ فَإِنَّهَا قَدْ تَدْخُلُ فِي مُسَمَّى الْإِيمَانِ . كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَغَيْرُهُ : صَلَاتُكُمْ إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، إِذْ هِيَ بِمَنْزِلَةِ الشَّهَادَتَيْنِ فِي أَنَّهَا لَا تَسْقُطُ بِحَالٍ ، وَلَا يَنُوبُ فِيهَا أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ ، وَيُدْخَلُ بِهَا فِي الْإِيمَانِ ، وَقَدْ جَاءَتِ النُّصُوصُ بِإِطْلَاقِ الْكُفْرِ عَلَى تَارِكِهَا .
ثُمَّ فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=911246عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ" .
وَفِي السُّنَنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=134بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664915 "الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ" . رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ . أَطْلَقَ الْكُفْرَ عَلَى جَاحِدِ الصَّلَاةِ .
[ ص: 351 ]
وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيِّ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ : كَانَ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ لَا يَعُدُّونَ شَيْئًا مِنَ الْأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ إِلَّا الصَّلَاةَ .
وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا طُعِنَ وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، قِيلَ : الصَّلَاةَ! فَقَالَ : "نَعَمْ ، وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ" .
وَعَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ أَنَّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=844مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ فَقَدْ كَفَرَ .
فَهَذِهِ الْخَاصِّيَّةُ الَّتِي لِلصَّلَاةِ تَقْتَضِي أَنْ تَدْخُلَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650025 "إِيمَانٌ بِاللَّهِ ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ، ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ" .
وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=18004بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَدْ قُرِنَ حَقُّهُمَا بِحَقِّ اللَّهِ ، فِي مِثْلِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا . وَكَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ الْحَدِيثُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=687568 "كُفْرٌ بِاللَّهِ : تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ ، وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَقَدْ كَفَرَ ، وَلَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ" .
[ ص: 352 ]
وَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ هَذَا دَخَلَ فِي مُسَمَّى الْإِيمَانِ أَيْضًا ، أَوْ يُقَالَ : بِرُّ الْوَالِدَيْنِ إِنَّمَا يَجِبُ عَلَى مَنْ لَهُ وَالِدَانِ ، فَذَكَرَهُمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ; لِأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لَهُ وَالِدَةٌ; فَكَانَ ذَلِكَ حُكْمُ مَنْ حَالُهُ كَحَالِهِ . وَأَمَّا حَيْثُ لَمْ يَذْكُرْهُمَا فَذَكَرَ مَا يَعُمُّ مِنَ الْأَعْمَالِ; فَيَدْخُلُ فِيهِ مَنْ لَيْسَ لَهُ أَبَوَانِ .