الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فالمؤمن يدعو إلى الدين وينتسب إليه ، وعليه أن يدعو إلى الإسلام والإيمان والإحسان ، ومن ذلك : عمارة المساجد بالصلوات الخمس وقراءة القرآن وذكر الله تعالى ودعاؤه وأنواع العبادات وتعلم العلم وتعليمه ، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه عليه ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : [من هي يا رسول الله؟ قال :] "هي الجماعة" ، وفي رواية : "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" .

قال الله تعالى : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه الآية ، وقال تعالى : ولا تطرد الذين يدعون ربهم الآية ، وقال تعالى : وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها .

فأمر الله بالصلاة والمحافظة عليها; والذم لمن أضاعها أكثر من [ ص: 231 ] أن يذكر هنا ، حتى إنه أوجب الصلاة في الأمن والخوف ، رجالا وركبانا في الإقامة والسفر ، وفي الصحة والمرض ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمران بن حصين : "صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب" .

وحتى إنه إذا عدم الماء أو خاف الضرر باستعماله أمر بأن يتيمم بالصعيد الطيب والتمسح له ، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها بحال من الأحوال ، إلا أنه في حال العذر يكون الوقت مشتركا بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، فيجوز الجمع بين العشاءين .

التالي السابق


الخدمات العلمية