الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأقل ما يجب على المسلمين أن يجاهدوا عدوهم في كل عام مرة ، وإن تركوه أكثر من ذلك فقد عصوا الله ورسوله ، واستحقوا العقوبة ، وكذلك إذا تقاعدوا حتى يطأ العدو أرض الإسلام . والتجربة تدل على ذلك ، فإنه لما كان المسلمون يقصدونهم في تلك البلاد لم يزالوا منصورين ، وفي نوبتي حمص الأولى والثانية لما مكنوهم من دخول البلاد كاد المسلمون في تلك النوبة أن ينكسروا لولا أن ثبت الله ، وجرى في هذه المدة ما جرى . وما قصدهم المسلمون قط [ ص: 304 ] إلا نصروا ، كنوبة عين جالوت والفرات والروم ، ونحن نرجو أن يستأصلهم الله تعالى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فإن البشارات متوفرة على ذلك .

وقد حدثنا أبي رحمه الله أنه كان عندهم كتاب عتيق وقف عليه من أكثر من خمسين سنة قبل مجيء التتار إلى بغداد ، وهو مكتوب من سنين كثيرة ، وفي آخره : والتتار يقلعهم المصريون . وقد رأى المسلمون أنواعا من المبشرات بنصر الله ورسوله ، وهذا شك منه إن شاء الله .

وليست هذه النوبة كتلك ، فإن تلك المرة كان فيها أمور لا يليق ذكرها عفا الله عنها ، وما فعله الله بالمسلمين كان أحمد في حقهم .

ثم لا شك أن الله ينصر دينه وينتقم من أعدائه ، وقد قال تعالى : ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية