الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذا قيل "أهل الحديث" ذهبت أوهامهم إلى قوم من الرواة وضرب من النساخ والمستمعين ، وإن رفعوا البابة إلى قوم من الحفاظ لبعض الأسماء واللغات إذا حدثوا ، وظهر من الجهل والظلم اللذين وصف الله بهما الإنسان ما أوجب نقص العلم والدين . فهذا وأمثاله أسباب لما قضى به قدر الله في العالمين .

ثم مع ذلك فلله في كل زمان فترة من الرسل -كما قال الإمام أحمد - بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بنور الله أهل العمى ، وإن كانوا هم الأقلين . بهم تقوم حجة الله في دق الدين وجله ، ويحفظ بهم عمود الدين فرعه وأصله إلى يوم الدين . هم الوسط في هذه الأمة ، كما أن هذه الأمة هم الوسط في الناس ، فهم شهداء عليهم بما أخذوه عن خاتم النبيين ، وهم ورثة الأنبياء فيما جاءوا به من العلم ، وخلفاء الرسل فيما قاموا به من البلاغ المبين ، [ ص: 44 ] وقد يتفرق فيهم علم النبوة إذا لم يقم به واحد ، ويغفر للمخطئ منهم في مجتهداته إذا لم يكن عن سنن الاجتهاد بحائد ، كما يعذر بعدم البلاغ كثير من المؤمنين .

التالي السابق


الخدمات العلمية