nindex.php?page=treesubj&link=28914الثامن : الاختزال ، وهو الافتعال ، من خزله قطع وسطه ، ثم نقل في الاصطلاح إلى حذف كلمة أو أكثر ، وهي إما اسم ، أو فعل ، أو حرف .
[ ص: 207 ] الأول : الاسم فمنه حذف المبتدأ ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سيقولون ثلاثة و ( خمسة ) و ( سبعة ) ( الكهف : 22 ) ، أي : هم ثلاثة ، وهم خمسة ، وهم سبعة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=13قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة ( آل عمران : 13 ) أي : إحداهما بدليل قوله بعده :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=13وأخرى كافرة ( آل عمران : 13 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35بلاغ فهل يهلك ( الأحقاف : 35 ) أي : هذا بلاغ .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=26بل عباد مكرمون ( الأنبياء : 26 ) أي : هم عباد .
وعلى هذا قال
أبو علي : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72بشر من ذلكم النار ( الحج : 72 ) أي : هي النار .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=45وحاق بآل فرعون سوء العذاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النار ( غافر : 45 - 46 ) أي : هو النار .
ويمكن أن يكون " النار " في الآيتين مبتدأ ، والخبر الجملة التي بعدها ، ويمكن في الثانية أن تكون النار بدلا من سوء العذاب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=24فقالوا ساحر كذاب ( غافر : 24 ) أي : هذا ساحر .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52إلا قالوا ساحر أو مجنون ( الذاريات : 52 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=24قالوا أساطير الأولين ( الفرقان : 5 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29وقل الحق من ربكم ( الكهف : 29 ) أي : هذا الحق من ربكم ; وليس هذا
[ ص: 208 ] كما يظنه بعض الجهال ، أي : قل القول الحق ; فإنه لو أريد هذا لنصب " الحق " والمراد إثبات أن القرآن حق ، ولهذا قال : من ( ربكم ) وليس المراد هنا قول حق مطلق ; بل هذا المعنى مذكور في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152وإذا قلتم فاعدلوا ( الأنعام : 152 ) وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=169ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ( الأعراف : 169 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1سورة أنزلناها ( النور : 1 ) أي : هذه سورة .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ( فصلت : 46 ) أي : فعمله لنفسه ، وإساءته عليها ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49وإن مسه الشر فيئوس قنوط ( فصلت : 49 ) أي : فهو يئوس ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=196لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=197متاع قليل ( آل عمران : 196 - 197 ) أي : تقلبهم متاع ، أو ذاك متاع .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وما أدراك ما الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله الموقدة ( الهمزة : 5 - 6 ) أي : والحطمة نار الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إنها ترمي بشرر كالقصر ( المرسلات : 32 ) أي : كل واحدة منها كالقصر ، فيكون من باب قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4فاجلدوهم ثمانين جلدة ( النور : 4 ) أي : كل واحد منهم ، والمحوج إلى ذلك أنه لا يجوز أن يكون الشرر كله كقصر واحد ، والقصر هو البيت من أدم كان يضرب على المال ، ويؤيده قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33جمالة صفر ( المرسلات : 33 ) أفلا تراه كيف شبهه بالجماعة ، أي : كل واحدة من الشرر كالجمل لجماعاته ، فجماعاته إذن مثل الجمالات الصفر ، وكذلك الأول ، شررة منه كالقصر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13042أبو الفتح بن جني .
وأما قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171ولا تقولوا ثلاثة ( النساء : 171 ) فقيل : إن " ثلاثة " خبر مبتدأ محذوف تقديره " آلهتنا ثلاثة " .
[ ص: 209 ] واعترض باستلزامه إثبات الإلهية لانصراف النفي الداخل على المبتدأ أو الخبر إلى المعنى المستفاد من الخبر لا إلى معنى المبتدأ ، وحينئذ يقتضي نفي عدة الآلهة لا نفي وجودهم .
قيل : وهو مردود ; لأن نفي كون آلهتهم ثلاثة يصدق بألا يكون للآلهة الثلاثة وجود بالكلية ; لأنه من السالبة المحصلة فمعناه ليس آلهتكم ثلاثة ، وذلك يصدق بألا يكون لهم آلهة ، وإنما حذف إيذانا بالنهي عن مطلق العدد المفهم للمساواة بوجه ما ، فما ظنك بمن صرح بالشركة ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ( المائدة : 73 ) وقال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وما من إله إلا إله واحد ( المائدة : 73 ) فأفهم أنه لو وجد الإله يكون غيره معه خطأ لإفهامه مساواة ما ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ( الأنعام : 1 ) ولزم من نفي الثلاثة لامتناع المساواة المعلومة عقلا والمدلول عليها بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنما الله إله واحد ( النساء : 171 ) نفي الشركة مطلقا ; فإن تخصيص النهي وقع في مقابلة الفعل ودليلا عليه ، فإنهم كانوا يقولون في الله
وعيسى وأمه ثلاثة . ونحوه في الخروج على السبب
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=130لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة ( آل عمران : 130 ) .
وقال صاحب " إسفار الصباح " : " الوجه تقدير كون ثلاثة ، أو في الوجود "
[ ص: 210 ] ثم حذف الخبر الذي هو " لنا " أو " في الوجود " الحذف المطرد ، وما دل عليه توحيد لا إله إلا الله .
ثم حذف المبتدأ حذف الموصوف كالعدد إذا كان معلوما .
كقولك : عندي ثلاثة .
أي : دراهم وقد علم بقرينة قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنما الله إله واحد ( النساء : 171 ) .
وقد عورض هذا بأن نفي وجود ثلاثة لا ينفي وجود إلهين ، وأجيب بأن تقديره " آلهتنا ثلاثة " يوجب ثبوت الآلهة ، وتقدير " لنا آلهة " لا يوجب ثبوت إلهين .
فعورض بأنه كما لا يوجبه فلا ينفيه .
فأجيب بأنه إذا لم ينفه فقد نفاه ما بعده من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنما الله إله واحد ( النساء : 171 ) .
فعورض بأن ما بعده إن نفى ثبوت إلهين فكيف ثبوت آلهة .
فأجاب بأنه لا ينفيه ، ولكن يناقضه ، لأن تقدير " آلهتنا ثلاثة " يثبت وجود إلهين ، لانصراف النفي في الخبر عنه ، بخلاف تقدير " لنا آلهة ثلاثة " فإنه لا يثبت وجود إلهين ; لانصراف النفي إلى أصل الإثبات للآلهة .
وفي أجوبة هذه المقدمات نظر .
قلت : وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني أن الآية من حذف المضاف ; أي : ثالث ثلاثة ; لقوله في موضع آخر :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ( المائدة : 73 ) .
nindex.php?page=treesubj&link=28914الثَّامِنُ : الِاخْتِزَالُ ، وَهُوَ الِافْتِعَالُ ، مِنْ خَزَلَهُ قَطَعَ وَسَطَهُ ، ثُمَّ نُقِلَ فِي الِاصْطِلَاحِ إِلَى حَذْفِ كَلِمَةٍ أَوْ أَكْثَرَ ، وَهِيَ إِمَّا اسْمٌ ، أَوْ فِعْلٌ ، أَوْ حَرْفٌ .
[ ص: 207 ] الْأَوَّلُ : الِاسْمُ فَمِنْهُ حَذْفُ الْمُبْتَدَأِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ وَ ( خَمْسَةٌ ) وَ ( سَبْعَةٌ ) ( الْكَهْفِ : 22 ) ، أَيْ : هُمْ ثَلَاثَةٌ ، وَهُمْ خَمْسَةٌ ، وَهُمْ سَبْعَةٌ .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=13قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ ( آلِ عِمْرَانَ : 13 ) أَيْ : إِحْدَاهُمَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=13وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ( آلِ عِمْرَانَ : 13 ) .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ ( الْأَحْقَافِ : 35 ) أَيْ : هَذَا بَلَاغٌ .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=26بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ( الْأَنْبِيَاءِ : 26 ) أَيْ : هُمْ عِبَادٌ .
وَعَلَى هَذَا قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ ( الْحَجِّ : 72 ) أَيْ : هِيَ النَّارُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=45وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النَّارُ ( غَافِرٍ : 45 - 46 ) أَيْ : هُوَ النَّارُ .
وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ " النَّارُ " فِي الْآيَتَيْنِ مُبْتَدَأً ، وَالْخَبَرُ الْجُمْلَةُ الَّتِي بَعْدَهَا ، وَيُمْكِنُ فِي الثَّانِيَةِ أَنْ تَكُونَ النَّارُ بَدَلًا مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=24فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ( غَافِرٍ : 24 ) أَيْ : هَذَا سَاحِرٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=52إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ( الذَّارِيَاتِ : 52 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=24قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ( الْفُرْقَانِ : 5 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ( الْكَهْفِ : 29 ) أَيْ : هَذَا الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ; وَلَيْسَ هَذَا
[ ص: 208 ] كَمَا يَظُنُّهُ بَعْضُ الْجُهَّالِ ، أَيْ : قُلِ الْقَوْلَ الْحَقَّ ; فَإِنَّهُ لَوْ أُرِيدَ هَذَا لَنَصَبَ " الْحَقَّ " وَالْمُرَادُ إِثْبَاتُ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ ، وَلِهَذَا قَالَ : مِنْ ( رَبِّكُمْ ) وَلَيْسَ الْمُرَادُ هُنَا قَوْلَ حَقٍّ مُطْلَقٍ ; بَلْ هَذَا الْمَعْنَى مَذْكُورٌ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ( الْأَنْعَامِ : 152 ) وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=169أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ( الْأَعْرَافِ : 169 ) .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=1سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا ( النُّورِ : 1 ) أَيْ : هَذِهِ سُورَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ( فُصِّلَتْ : 46 ) أَيْ : فَعَمَلُهُ لِنَفْسِهِ ، وَإِسَاءَتُهُ عَلَيْهَا ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ( فُصِّلَتْ : 49 ) أَيْ : فَهُوَ يَئُوسٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=196لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=197مَتَاعٌ قَلِيلٌ ( آلِ عِمْرَانَ : 196 - 197 ) أَيْ : تَقَلُّبُهُمْ مَتَاعٌ ، أَوْ ذَاكَ مَتَاعٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ( الْهُمَزَةِ : 5 - 6 ) أَيْ : وَالْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ( الْمُرْسَلَاتِ : 32 ) أَيْ : كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا كَالْقَصْرِ ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ( النور : 4 ) أَيْ : كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، وَالْمُحْوِجُ إِلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الشَّرَرُ كُلُّهُ كَقَصْرٍ وَاحِدٍ ، وَالْقَصْرُ هُوَ الْبَيْتُ مِنْ أَدَمٍ كَانَ يُضْرَبُ عَلَى الْمَالِ ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33جِمَالَةٌ صُفْرٌ ( الْمُرْسَلَاتِ : 33 ) أَفَلَا تَرَاهُ كَيْفَ شَبَّهَهُ بِالْجَمَاعَةِ ، أَيْ : كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ الشَّرَرِ كَالْجَمَلِ لِجَمَاعَاتِهِ ، فَجَمَاعَاتُهُ إِذَنْ مِثْلُ الْجِمَالَاتِ الصُّفْرِ ، وَكَذَلِكَ الْأَوَّلُ ، شَرَرَةٌ مِنْهُ كَالْقَصْرِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13042أَبُو الْفَتْحِ بْنُ جِنِّي .
وَأَمَّا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ( النِّسَاءِ : 171 ) فَقِيلَ : إِنَّ " ثَلَاثَةٌ " خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ " آلِهَتُنَا ثَلَاثَةٌ " .
[ ص: 209 ] وَاعْتُرِضَ بِاسْتِلْزَامِهِ إِثْبَاتَ الْإِلَهِيَّةِ لِانْصِرَافِ النَّفْيِ الدَّاخِلِ عَلَى الْمُبْتَدَأِ أَوِ الْخَبَرِ إِلَى الْمَعْنَى الْمُسْتَفَادِ مِنَ الْخَبَرِ لَا إِلَى مَعْنَى الْمُبْتَدَأِ ، وَحِينَئِذٍ يَقْتَضِي نَفْيَ عِدَّةِ الْآلِهَةِ لَا نَفْيَ وَجُودِهِمْ .
قِيلَ : وَهُوَ مَرْدُودٌ ; لِأَنَّ نَفْيَ كَوْنِ آلِهَتِهِمْ ثَلَاثَةً يَصْدُقُ بِأَلَّا يَكُونَ لِلْآلِهَةِ الثَّلَاثَةِ وُجُودٌ بِالْكُلِّيَّةِ ; لِأَنَّهُ مِنَ السَّالِبَةِ الْمُحَصِّلَةِ فَمَعْنَاهُ لَيْسَ آلِهَتُكُمْ ثَلَاثَةً ، وَذَلِكَ يَصْدُقُ بِأَلَّا يَكُونَ لَهُمْ آلِهَةٌ ، وَإِنَّمَا حُذِفَ إِيذَانًا بِالنَّهْيِ عَنْ مُطْلَقِ الْعَدَدِ الْمُفْهِمِ لِلْمُسَاوَاةِ بِوَجْهٍ مَا ، فَمَا ظَنُّكَ بِمَنْ صَرَّحَ بِالشَّرِكَةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ( الْمَائِدَةِ : 73 ) وَقَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ( الْمَائِدَةِ : 73 ) فَأَفْهَمَ أَنَّهُ لَوْ وُجِدَ الْإِلَهُ يَكُونُ غَيْرُهُ مَعَهُ خَطَأً لِإِفْهَامِهِ مُسَاوَاةً مَا ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ( الْأَنْعَامِ : 1 ) وَلَزِمَ مِنْ نَفْيِ الثَّلَاثَةِ لِامْتِنَاعِ الْمُسَاوَاةِ الْمَعْلُومَةِ عَقْلًا وَالْمَدْلُولُ عَلَيْهَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ( النِّسَاءِ : 171 ) نَفْيُ الشَّرِكَةِ مُطْلَقًا ; فَإِنَّ تَخْصِيصَ النَّهْيِ وَقَعَ فِي مُقَابَلَةِ الْفِعْلِ وَدَلِيلًا عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ فِي اللَّهِ
وَعِيسَى وَأُمِّهِ ثَلَاثَةً . وَنَحْوُهُ فِي الْخُرُوجِ عَلَى السَّبَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=130لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً ( آلِ عِمْرَانَ : 130 ) .
وَقَالَ صَاحِبُ " إِسْفَارِ الصَّبَاحِ " : " الْوَجْهُ تَقْدِيرُ كَوْنِ ثَلَاثَةٍ ، أَوْ فِي الْوُجُودِ "
[ ص: 210 ] ثُمَّ حُذِفَ الْخَبَرُ الَّذِي هُوَ " لَنَا " أَوْ " فِي الْوُجُودِ " الْحَذْفُ الْمُطَّرِدُ ، وَمَا دَلَّ عَلَيْهِ تَوْحِيدُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
ثُمَّ حُذِفَ الْمُبْتَدَأُ حَذْفَ الْمَوْصُوفِ كَالْعَدَدِ إِذَا كَانَ مَعْلُومًا .
كَقَوْلِكَ : عِنْدِي ثَلَاثَةٌ .
أَيْ : دَرَاهِمُ وَقَدْ عُلِمَ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ( النِّسَاءِ : 171 ) .
وَقَدْ عُورِضَ هَذَا بِأَنَّ نَفْيَ وُجُودِ ثَلَاثَةٍ لَا يَنْفِي وُجُودَ إِلَهَيْنِ ، وَأُجِيبَ بِأَنَّ تَقْدِيرَهُ " آلِهَتُنَا ثَلَاثَةٌ " يُوجِبُ ثُبُوتَ الْآلِهَةِ ، وَتَقْدِيرُ " لَنَا آلِهَةٌ " لَا يُوجِبُ ثُبُوتَ إِلَهَيْنِ .
فَعُورِضَ بِأَنَّهُ كَمَا لَا يُوجِبُهُ فَلَا يَنْفِيهِ .
فَأُجِيبَ بِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَنْفِهِ فَقَدْ نَفَاهُ مَا بَعْدَهُ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ( النِّسَاءِ : 171 ) .
فَعُورِضَ بِأَنَّ مَا بَعْدَهُ إِنْ نَفَى ثُبُوتَ إِلَهَيْنِ فَكَيْفَ ثُبُوتُ آلِهَةٍ .
فَأَجَابَ بِأَنَّهُ لَا يَنْفِيهِ ، وَلَكِنْ يُنَاقِضُهُ ، لِأَنَّ تَقْدِيرَ " آلِهَتُنَا ثَلَاثَةٌ " يُثْبِتُ وُجُودَ إِلَهَيْنِ ، لِانْصِرَافِ النَّفْيِ فِي الْخَبَرِ عَنْهُ ، بِخِلَافِ تَقْدِيرِ " لَنَا آلِهَةٌ ثَلَاثَةٌ " فَإِنَّهُ لَا يُثْبِتُ وُجُودَ إِلَهَيْنِ ; لِانْصِرَافِ النَّفْيِ إِلَى أَصْلِ الْإِثْبَاتِ لِلْآلِهَةِ .
وَفِي أَجْوِبَةِ هَذِهِ الْمُقَدِّمَاتِ نَظَرٌ .
قُلْتُ : وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي أَنَّ الْآيَةَ مِنْ حَذْفِ الْمُضَافِ ; أَيْ : ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ; لِقَوْلِهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ( الْمَائِدَةِ : 73 ) .