الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الثاني

من التكلم إلى الغيبة

ووجهه أن يفهم السامع أن هذا نمط المتكلم وقصده من السامع ، حضر أو غاب ، وأنه [ ص: 383 ] في كلامه ليس ممن يتلون ويتوجه ، فيكون في المضمر ونحوه ذا لونين ، وأراد بالانتقال إلى الغيبة الإبقاء على المخاطب ، من قرعه في الوجه بسهام الهجر ، فالغيبة أروح له ، وأبقى على ماء وجهه أن يفوت ؛ كقوله : إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ( الكوثر : 1 - 2 ) حيث لم يقل " لنا " تحريضا على فعل الصلاة لحق الربوبية .

وقوله : فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم ( الدخان : 4 ، 5 ، 6 ) .

وقوله : ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ( الأعراف : 158 ) إلى قوله : فآمنوا بالله ورسوله ( الأعراف : 158 ) ولم يقل " بي " .

وله فائدتان : إحداهما دفع التهمة عن نفسه بالعصبية لها ، والثاني : تنبيههم على استحقاقه الاتباع بما اتصف به من الصفات المذكورة من النبوة والأمية ، التي هي أكبر دليل على صدقه ، وأنه لا يستحق الاتباع لذاته ، بل لهذه الخصائص

التالي السابق


الخدمات العلمية