قوله تعالى : حذف المعطوف أولم ينظروا ( الأعراف : 185 ) ، أفلم يسيروا ( يوسف : 109 ) ، أثم إذا ما وقع ( يونس : 51 ) ، التقدير : أعموا ! أمكثوا ! أكفرتم .
وقوله : ما شهدنا مهلك أهله ( النمل : 49 ) ، أي : ما شهدنا مهلك أهله ومهلكه ، بدليل قوله : لنبيتنه وأهله ( النمل : 49 ) ، وما روي أنهم كانوا عزموا على قتله وقتل أهله ، وعلى هذا فقولهم : وإنا لصادقون كذب في الإخبار ، وأوهموا قومهم أنهم إذا قتلوه وأهله سرا ولم يشعر بهم أحد ، وقالوا تلك المقالة يوهمون أنهم صادقون وهم كاذبون .
ويحتمل أن يكون من حذف المعطوف عليه ; أي : ما شهدنا مهلكه ومهلك أهله .
وقال بعض المتأخرين : أصله : ما شهدنا مهلك أهلك بالخطاب ; ثم عدل عنه إلى الغيبة فلا حذف .
وقد يحذف المعطوف مع حرف العطف مثل : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ( الحديد : 10 ) .
[ ص: 228 ] وقوله تعالى : وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ( الإسراء : 16 ) أي : أمرنا مترفيها ، فخالفوا الأمر ، ففسقوا .
وبهذا التقدير يزول الإشكال من الآية ، وأنه ليس الفسق مأمورا به ، ويحتمل أن يكون : أمرنا مترفيها ( الإسراء : 16 ) صفة للقرية لا جوابا لقوله : وإذا أردنا التقدير : وإذا أردنا أن نهلك قرية من صفتها أنا أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ; ويكون " إذا " على هذا لم يأت لها جواب ظاهر استغناء بالسياق كما في قوله : حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ( الزمر : 73 ) .