البحث الرابع في شرطه
تقدم أن أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائدا في نفس الأمر إلى المنتقل عنه ؛ وشرطه أيضا أن يكون في جملتين ، أي : كلامين مستقلين ؛ حتى يمتنع بين الشرط وجوابه . شرط الالتفات
وفي هذا الشرط نظر ، فقد وقع في القرآن مواضع ، الالتفات فيها وقع في كلام واحد ، وإن لم يكن بين جزأي الجملة ؛ كقوله تعالى : والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي ( العنكبوت : 23 ) .
وقوله : وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا ( القصص : 59 ) .
وقوله : وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ( الأحزاب : 50 ) بعد قوله : إنا أحللنا لك ( الأحزاب : 50 ) التقدير : إن وهبت امرأة نفسها للنبي ، إنا أحللنا لك ( الأحزاب : 50 ) وجملتا الشرط والجزاء كلام واحد .
وقوله : ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ( الفرقان : 17 ) .
وقوله : إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله ( الفتح : 8 - 9 ) وفيه التفاتان : أحدهما بين " أرسلنا " والجلالة ، والثاني بين الكاف في " أرسلناك " و " رسوله " وكل منهما في كلام واحد .
[ ص: 397 ] وقوله : سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ( آل عمران : 151 ) .
وقوله : فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ( الإسراء : 63 ) وجوز فيه أن يكون ضمير " جزاؤكم " يعود على التابعين على طريق الالتفات . الزمخشري
وقوله : " واتقوا يوما يرجعون فيه إلى الله " ( البقرة : 281 ) على قراءة الياء .
وقوله : وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ( المائدة : 12 ) قال التنوخي في " الأقصى القريب " : الواو للحال .
وقوله : وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ( يس : 22 ) .