الخامس
في أقسامه
وهو ينقسم باعتبارات :
الأول
أنه إما أن يشبه بحرف ، أو لا .
ضربان : وتشبيه الحرف
أحدهما : يدخل عليه حرف التشبيه فقط ؛ كقوله تعالى : مثل نوره كمشكاة ( النور : 35 ) وقوله : وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام ( الرحمن : 24 ) .
فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ( الرحمن : 37 ) .
خلق الإنسان من صلصال كالفخار ( الرحمن : 14 ) .
وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ( الواقعة : 22 - 23 ) .
وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ( الحديد : 21 ) .
[ ص: 470 ] وثانيها : أن يضاف إلى حرف التشبيه حرف مؤكد ؛ ليكون ذلك علما على قوة التشبيه وتأكيده ، كقوله تعالى : كأنهن الياقوت والمرجان ( الرحمن : 58 ) .
كأنهن بيض مكنون ( الصافات : 49 ) .
وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ( الأعراف : 171 ) .
تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ( القمر : 20 ) .
كأنهم أعجاز نخل خاوية ( الحاقة : 7 ) .
فإن قيل : كيف استرسل أهل الجنة ، وقوله تعالى : كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل ( البقرة : 25 ) ولا شك أنه ليس به ، واحترزت بلقيس فقالت : كأنه هو ( النمل : 42 ) ولم تقل : هو هو ؟
قيل : أهل الجنة وثقوا بأن الغرض مفهوم ، وأن أحدا لا يعتقد في الحاضر أنه عين المستهلك الماضي ، وأما بلقيس فالتبس عليها الأمر وظنت أنه يشبهه ؛ لأنها بنت على العادة ، وهو أن السرير لا ينتقل من إقليم إلى آخر في طرفة عين .
وأما فيقصد به المبالغة ؛ تنزيلا للثاني منزلة الأول تجوزا كقوله : التشبيه بغير حرف وأزواجه أمهاتهم ( الأحزاب : 6 ) .
وقوله : وسراجا منيرا ( الأحزاب : 6 ) .
وقوله : وجنة عرضها السماوات والأرض ( آل عمران : 133 ) .
وكذلك : تمر مر السحاب ( النمل : 88 ) .
وجعل الفارسي منه قوله تعالى : قوارير قوارير من فضة ( الإنسان : 15 - 16 ) أي : كأنها في بياضها من فضة ، فهو على التشبيه لا على أن القوارير من فضة ، بدليل قوله : بكأس من معين بيضاء ( الصافات : 45 - 46 ) فقوله : ( بيضاء ) مثل قوله : من فضة