الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
القسم السادس عشر التفسير وتفعله العرب في مواضع التعظيم كقوله تعالى : الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ( البقرة : 255 ) قال البيهقي في شرح الأسماء الحسنى : " قرأت في تفسير الجنيدي أن قوله : لا تأخذه سنة ( البقرة : 255 ) تفسير للقيوم " .

وقوله تعالى : إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا ( المعارج : 19 - 20 - 21 ) .

وقوله تعالى : وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم ( المائدة : 9 ) فإن هذا تفسير للوعد .

وقوله تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم ( النور : 55 ) فقوله : ليستخلفنهم تفسير للوعد وتبيين له لا مفعول ثان ، فلم يتعد الفعل منها إلا إلى واحد .

وقوله تعالى : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ( آل عمران : 59 ) فـ " خلقه " تفسير للمثل .

[ ص: 119 ] وقوله تعالى : يسومونكم سوء العذاب يذبحون ( البقرة : 49 ) فـ ( يذبحون ) وما بعده تفسير للسوم ، وهو في القرآن كثير .

قال أبو الفتح بن جني : " ومتى كانت الجملة تفسيرا لم يحسن الوقف على ما قبلها دونها ; لأن تفسير الشيء لاحق به ، ومتمم له ، وجار مجرى بعض أجزائه ; كالصلة من الموصول ، والصفة من الموصوف .

وقد يجيء لبيان العلة والسبب ، كقوله تعالى : فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ( يس : 76 ) ; وليس هذا من قولهم ، وإلا لما حزن الرسول ; وإنما يجيء به لبيان السبب في أنه لا يحزنه قولهم .

وكذلك قوله : ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا ( يونس : 65 ) .

ولو جاءت الآيتان على حد ما جاء قوله تعالى : وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم ( المائدة : 9 ) لكانت " أن " مفتوحة ، لكنها جاءت على حد قوله . . .

فائدة قيل : الجملة التفسيرية لا موضع لها من الإعراب ، وقيل : يكون لها موضع إذا كان للمفسر موضع ; ويقرب منها ذكره تفصيلا ، كما سبق في قوله : وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ( الأعراف : 142 ) .

ومثل : فصيام ثلاثة أيام في الحج ( البقرة : 196 )

التالي السابق


الخدمات العلمية