التضمين
وهو إعطاء الشيء معنى الشيء ، وتارة يكون في الأسماء وفي الأفعال وفي الحروف ؛ فأما في الأسماء فهو أن تضمن اسما معنى اسم ؛ لإفادة معنى الاسمين جميعا ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=105حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق ( الأعراف : 105 ) ضمن " حقيق " معنى " حريص " ليفيد أنه محقوق بقول الحق وحريص عليه .
وأما الأفعال فأن تضمن فعلا معنى فعل آخر ، ويكون فيه معنى الفعلين جميعا ، وذلك بأن يكون الفعل يتعدى بحرف ، فيأتي متعديا بحرف آخر ليس من عادته التعدي به ، فيحتاج إما إلى تأويله أو تأويل الفعل ليصح تعديه به .
واختلفوا
أيهما أولى ؟ فذهب أهل اللغة وجماعة من النحويين إلى أن التوسع في الحرف وأنه واقع موقع غيره من الحروف أولى .
وذهب المحققون إلى أن التوسع في الفعل وتعديته بما لا يتعدى لتضمنه معنى ما يتعدى بذلك الحرف أولى ؛ لأن التوسع في الأفعال أكثر .
مثاله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله ( الإنسان : 6 ) فضمن " يشرب " معنى " يروي " ؛ لأنه لا يتعدى بالباء ، فلذلك دخلت الباء ، وإلا فـ " يشرب " يتعدى بنفسه ، فأريد باللفظ الشرب والري معا ، فجمع بين الحقيقة والمجاز في لفظ واحد .
[ ص: 402 ] وقيل : التجوز في الحرف ، وهو الباء ، فإنها بمعنى ( من ) .
وقيل : لا مجاز أصلا ، بل العين ههنا إشارة إلى المكان الذي ينبع منه الماء لا إلى الماء نفسه ؛ نحو : نزلت بعين ، فصار كقوله : مكانا يشرب به .
وعلى هذا :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ( آل عمران : 188 ) قاله
الراغب .
وهذا بخلاف المجاز ؛ فإن فيه العدول عن مسماه بالكلية ، ويراد به غيره ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=77جدارا يريد أن ينقض ( الكهف : 77 ) فإنه استعمل " أراد " في معنى مقاربة السقوط ؛ لأنه من لوازم الإرادة ، وإن من أراد شيئا فقد قارب فعله ، ولم يرد باللفظ هذا المعنى الحقيقي الذي هو الإرادة ألبتة ، والتضمين أيضا مجاز ؛ لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة والمجاز معا ، والجمع بينهما مجاز خاص ، يسمونه بالتضمين ؛ تفرقة بينه وبين المجاز المطلق .
ومن التضمين قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ( البقرة : 187 ) لأنه لا يقال : رفثت إلى المرأة ، لكن لما كان بمعنى الإفضاء ساغ ذلك .
وهكذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=18هل لك إلى أن تزكى ( النازعات : 18 ) وإنما يقال : هل لك في كذا ؟ لكن المعنى : أدعوك إلى أن تزكى .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ( الشورى : 25 ) فجاء بـ " عن " لأنه ضمن التوبة معنى العفو والصفح .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وإذا خلوا إلى شياطينهم ( البقرة : 14 ) وإنما يقال : خلوت به ، لكن ضمن " خلوا " معنى ذهبوا وانصرفوا ، وهو معادل لقوله : ( لقوا ) ( البقرة : 14 ) وهذا أولى من قول من قال : إن " إلى " هنا بمعنى الباء ، أو بمعنى ( مع ) .
[ ص: 403 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي : إنما لم تأت الباء ؛ لأنه يقال : خلوت به : إذا سخرت منه ، فأتى بـ " إلى " لدفع هذا الوهم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16لأقعدن لهم صراطك المستقيم ( الأعراف : 16 ) قيل : ( الصراط ) منصوب على المفعول به ، أي : لأكرهن لهم صراطك ، أو لأمللنه لهم ، و " أقعد " وإن كان غير متعد ضمن معنى فعل متعد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28ولا تعد عيناك عنهم ( الكهف : 28 ) ضمن " تعد " معنى ( تنصرف ) فعدي بـ " عن " ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12772ابن الشجري : ومن زعم أنه كان حق الكلام : " لا تعد عينيك عنهم " بالنصب ؛ لأن " تعد " متعد بنفسه ، فباطل ؛ لأن " عدوت " و " جاوزت " بمعنى واحد ، وأنت لا تقول : جاوز فلان عينه عن فلان ، ولو كانت التلاوة بنصب العين لكان اللفظ بنصبهما محمولا أيضا على : لا تصرف عينك عنهم . وإذا كان كذلك فالذي وردت به التلاوة من رفع العين يئول إلى معنى النصب فيها ؛ إذ كان
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28ولا تعد عيناك بمنزلة " لا تنصرف " ومعناه : لا تصرف عينك عنهم ، فالفعل مسند إلى العين ، وهو في الحقيقة موجه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=85ولا تعجبك أموالهم ( التوبة : 85 ) أسند الإعجاب إلى الأموال ، والمعنى لا تعجب بأموالهم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13أو لتعودن في ملتنا ( إبراهيم : 13 ) ضمن معنى " لتدخلن " أو " لتصيرن " وأما قول
شعيب :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء ( الأعراف : 89 )
[ ص: 404 ] فليس اعترافا بأنه كان فيهم ، بل مؤول على ما سبق ، وتأويل آخر وهو أن يكون من نسبة فعل البعض إلى الجماعة ، أو قاله على طريق المشاكلة لكلامهم ، وهذا أحسن .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26أن لا تشرك بي شيئا ضمن ( لا تشرك ) معنى : لا تعدل ، والعدل : التسوية ، أي : لا تسو به شيئا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23وأخبتوا إلى ربهم ( هود : 23 ) ضمن معنى " أنابوا " فعدي بحرفه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ( القصص : 10 ) ضمن : لتبدي به ( القصص : 10 ) معنى : " تخبر به " أو " لتعلم " ليفيد الإظهار معنى الإخبار ؛ لأن الخبر قد يقع سرا غير ظاهر .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ( الإسراء : 79 ) جوز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري نصب مقاما على الظرف على تضمين ( يبعثك ) معنى ( يقيمك ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=71فأجمعوا أمركم وشركاءكم ( يونس : 71 ) قال
الفارسي : ومن قرأ " فأجمعوا " بالقطع أراد فأجمعوا أمركم واجمعوا شركاءكم ؛ كقوله :
متقلدا سيفا ورمحا
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حتى إذا فزع عن قلوبهم ( سبأ : 23 ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : عداه بـ " من " لأنه في معنى كشف الفزع .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ( المائدة : 54 ) فإنه يقال : ذل له لا عليه ، ولكنه هنا ضمن معنى التعطف والتحنن .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226للذين يؤلون من نسائهم ( البقرة : 226 ) ضمن ( يؤلون ) ( البقرة : 226 ) معنى " يمتنعون " من وطئهن بالألية .
[ ص: 405 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=8لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ( الصافات : 8 ) أي : لا يصغون .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=85إن الذي فرض عليك القرآن ( القصص : 85 ) أي : أنزل .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=38فيما فرض الله له ( الأحزاب : 38 ) أي : أحل له .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55ومطهرك من الذين كفروا ( آل عمران : 55 ) أي : مميزك .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81إن الله لا يصلح عمل المفسدين ( يونس : 81 ) أي : لا يرضى .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6فاستقيموا إليه ( فصلت : 6 ) أي : أنيبوا إليه وارجعوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=29هلك عني سلطانيه ( الحاقة : 29 ) أي : زال .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63فليحذر الذين يخالفون عن أمره ( النور : 63 ) فإنه يقال : خالفت زيدا من غير احتياج لتعديه بالجار ، وإنما جاء محمولا على : ينحرفون ، أو : يزيغون .
ومثله تعدية " رحيم " بالباء في نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وكان بالمؤمنين رحيما ( الأحزاب : 43 ) حملا على ( رءوف ) في نحو : رءوف رحيم ( التوبة : 128 ) ألا ترى أنك تقول : " رأفت به " ولا تقول : " رحمت به " ، ولكن لما وافقه في المعنى تنزل منزلته في التعدية .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24إني لما أنزلت إلي من خير فقير ( القصص : 24 ) ضمن معنى : سائل .
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=2الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ( المطففين : 2 ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ضمن معنى " تحاملوا " فعداه بـ " على " والأصل فيه " من " .
التَّضْمِينُ
وَهُوَ إِعْطَاءُ الشَّيْءِ مَعْنَى الشَّيْءِ ، وَتَارَةً يَكُونُ فِي الْأَسْمَاءِ وَفِي الْأَفْعَالِ وَفِي الْحُرُوفِ ؛ فَأَمَّا فِي الْأَسْمَاءِ فَهُوَ أَنْ تُضَمِّنَ اسْمًا مَعْنَى اسْمٍ ؛ لِإِفَادَةِ مَعْنَى الِاسْمَيْنِ جَمِيعًا ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=105حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ( الْأَعْرَافِ : 105 ) ضُمِّنَ " حَقِيقٌ " مَعْنَى " حَرِيصٍ " لِيُفِيدَ أَنَّهُ مَحْقُوقٌ بِقَوْلِ الْحَقِّ وَحَرِيصٌ عَلَيْهِ .
وَأَمَّا الْأَفْعَالُ فَأَنْ تُضَمِّنَ فِعْلًا مَعْنَى فِعْلٍ آخَرَ ، وَيَكُونَ فِيهِ مَعْنَى الْفِعْلَيْنِ جَمِيعًا ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَكُونَ الْفِعْلُ يَتَعَدَّى بِحَرْفٍ ، فَيَأْتِي مُتَعَدِّيًا بِحَرْفٍ آخَرَ لَيْسَ مِنْ عَادَتِهِ التَّعَدِّي بِهِ ، فَيُحْتَاجُ إِمَّا إِلَى تَأْوِيلِهِ أَوْ تَأْوِيلِ الْفِعْلِ لِيَصِحَّ تَعَدِّيهِ بِهِ .
وَاخْتَلَفُوا
أَيُّهُمَا أَوْلَى ؟ فَذَهَبَ أَهْلُ اللُّغَةِ وَجَمَاعَةٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ إِلَى أَنَّ التَّوَسُّعَ فِي الْحَرْفِ وَأَنَّهُ وَاقِعٌ مَوْقِعَ غَيْرِهِ مِنَ الْحُرُوفِ أَوْلَى .
وَذَهَبَ الْمُحَقِّقُونَ إِلَى أَنَّ التَّوَسُّعَ فِي الْفِعْلِ وَتَعْدِيَتَهُ بِمَا لَا يَتَعَدَّى لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى مَا يَتَعَدَّى بِذَلِكَ الْحَرْفِ أَوْلَى ؛ لِأَنَّ التَّوَسُّعَ فِي الْأَفْعَالِ أَكْثَرُ .
مِثَالُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ( الْإِنْسَانِ : 6 ) فَضَمَّنَ " يَشْرَبُ " مَعْنَى " يَرْوِي " ؛ لِأَنَّهُ لَا يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ ، فَلِذَلِكَ دَخَلَتِ الْبَاءُ ، وَإِلَّا فَـ " يَشْرَبُ " يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ ، فَأُرِيدَ بِاللَّفْظِ الشُّرْبُ وَالرَّيُّ مَعًا ، فَجَمَعَ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ فِي لَفْظٍ وَاحِدٍ .
[ ص: 402 ] وَقِيلَ : التَّجَوُّزُ فِي الْحَرْفِ ، وَهُوَ الْبَاءُ ، فَإِنَّهَا بِمَعْنَى ( مِنْ ) .
وَقِيلَ : لَا مَجَازَ أَصْلًا ، بَلِ الْعَيْنُ هَهُنَا إِشَارَةٌ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَنْبُعُ مِنْهُ الْمَاءُ لَا إِلَى الْمَاءِ نَفْسِهِ ؛ نَحْوَ : نَزَلْتُ بِعَيْنٍ ، فَصَارَ كَقَوْلِهِ : مَكَانًا يُشْرَبُ بِهِ .
وَعَلَى هَذَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ ( آلِ عِمْرَانَ : 188 ) قَالَهُ
الرَّاغِبُ .
وَهَذَا بِخِلَافِ الْمَجَازِ ؛ فَإِنَّ فِيهِ الْعُدُولَ عَنْ مُسَمَّاهُ بِالْكُلِّيَّةِ ، وَيُرَادُ بِهِ غَيْرُهُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=77جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ( الْكَهْفِ : 77 ) فَإِنَّهُ اسْتَعْمَلَ " أَرَادَ " فِي مَعْنَى مُقَارَبَةِ السُّقُوطِ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ لَوَازِمِ الْإِرَادَةِ ، وَإِنَّ مَنْ أَرَادَ شَيْئًا فَقَدْ قَارَبَ فِعْلَهُ ، وَلَمْ يُرِدْ بِاللَّفْظِ هَذَا الْمَعْنَى الْحَقِيقِيَّ الَّذِي هُوَ الْإِرَادَةُ أَلْبَتَّةَ ، وَالتَّضْمِينُ أَيْضًا مَجَازٌ ؛ لِأَنَّ اللَّفْظَ لَمْ يُوضَعْ لِلْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ مَعًا ، وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا مَجَازٌ خَاصٌّ ، يُسَمُّونَهُ بِالتَّضْمِينِ ؛ تَفْرِقَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَجَازِ الْمُطْلَقِ .
وَمِنَ التَّضْمِينِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ( الْبَقَرَةِ : 187 ) لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ : رَفَثْتُ إِلَى الْمَرْأَةِ ، لَكِنْ لَمَّا كَانَ بِمَعْنَى الْإِفْضَاءِ سَاغَ ذَلِكَ .
وَهَكَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=18هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ( النَّازِعَاتِ : 18 ) وَإِنَّمَا يُقَالُ : هَلْ لَكَ فِي كَذَا ؟ لَكِنَّ الْمَعْنَى : أَدْعُوكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ( الشُّورَى : 25 ) فَجَاءَ بِـ " عَنْ " لِأَنَّهُ ضَمَّنَ التَّوْبَةَ مَعْنَى الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ( الْبَقَرَةِ : 14 ) وَإِنَّمَا يُقَالُ : خَلَوْتُ بِهِ ، لَكِنْ ضَمَّنَ " خَلَوْا " مَعْنَى ذَهَبُوا وَانْصَرَفُوا ، وَهُوَ مُعَادِلٌ لِقَوْلِهِ : ( لَقُوا ) ( الْبَقَرَةِ : 14 ) وَهَذَا أَوْلَى مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّ " إِلَى " هُنَا بِمَعْنَى الْبَاءِ ، أَوْ بِمَعْنَى ( مَعَ ) .
[ ص: 403 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ : إِنَّمَا لَمْ تَأْتِ الْبَاءُ ؛ لِأَنَّهُ يُقَالُ : خَلَوْتُ بِهِ : إِذَا سَخِرْتَ مِنْهُ ، فَأَتَى بِـ " إِلَى " لِدَفْعِ هَذَا الْوَهْمِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ( الْأَعْرَافِ : 16 ) قِيلَ : ( الصِّرَاطُ ) مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَفْعُولِ بِهِ ، أَيْ : لَأُكَرِّهَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ، أَوْ لَأُمَلِّلَنَّهُ لَهُمْ ، وَ " أَقْعُدُ " وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُتَعَدٍّ ضُمِّنَ مَعْنَى فِعْلٍ مُتَعَدٍّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ( الْكَهْفِ : 28 ) ضُمِّنَ " تَعْدُ " مَعْنَى ( تَنْصَرِفْ ) فَعُدِّيَ بِـ " عَنْ " ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12772ابْنُ الشَّجَرِيِّ : وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ كَانَ حَقُّ الْكَلَامِ : " لَا تَعْدُ عَيْنَيْكَ عَنْهُمْ " بِالنَّصْبِ ؛ لِأَنَّ " تَعْدُ " مُتَعَدٍّ بِنَفْسِهِ ، فَبَاطِلٌ ؛ لِأَنَّ " عَدَوْتَ " وَ " جَاوَزْتَ " بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَأَنْتَ لَا تَقُولُ : جَاوَزَ فُلَانٌ عَيْنَهُ عَنْ فُلَانٍ ، وَلَوْ كَانَتِ التِّلَاوَةُ بِنَصْبِ الْعَيْنِ لَكَانَ اللَّفْظُ بِنَصْبِهِمَا مَحْمُولًا أَيْضًا عَلَى : لَا تَصْرِفْ عَيْنَكَ عَنْهُمْ . وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالَّذِي وَرَدَتْ بِهِ التِّلَاوَةُ مِنْ رَفْعِ الْعَيْنِ يَئُولُ إِلَى مَعْنَى النَّصْبِ فِيهَا ؛ إِذْ كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ بِمَنْزِلَةِ " لَا تَنْصَرِفْ " وَمَعْنَاهُ : لَا تَصْرِفْ عَيْنَكَ عَنْهُمْ ، فَالْفِعْلُ مُسْنَدٌ إِلَى الْعَيْنِ ، وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ مُوَجَّهٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=85وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ ( التَّوْبَةِ : 85 ) أَسْنَدَ الْإِعْجَابَ إِلَى الْأَمْوَالِ ، وَالْمَعْنَى لَا تُعْجَبْ بِأَمْوَالِهِمْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ( إِبْرَاهِيمَ : 13 ) ضُمِّنَ مَعْنَى " لَتَدْخُلُنَّ " أَوْ " لَتَصِيرُنَّ " وَأَمَّا قَوْلُ
شُعَيْبٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ ( الْأَعْرَافِ : 89 )
[ ص: 404 ] فَلَيْسَ اعْتِرَافًا بِأَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ ، بَلْ مُؤَوَّلٌ عَلَى مَا سَبَقَ ، وَتَأْوِيلٌ آخَرُ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مِنْ نِسْبَةِ فِعْلِ الْبَعْضِ إِلَى الْجَمَاعَةِ ، أَوْ قَالَهُ عَلَى طَرِيقِ الْمُشَاكَلَةِ لِكَلَامِهِمْ ، وَهَذَا أَحْسَنُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ضُمِّنَ ( لَا تُشْرِكْ ) مَعْنَى : لَا تَعْدِلْ ، وَالْعَدْلُ : التَّسْوِيَةُ ، أَيْ : لَا تُسَوِّ بِهِ شَيْئًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=23وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ ( هُودٍ : 23 ) ضُمِّنَ مَعْنَى " أَنَابُوا " فَعُدِّيَ بِحَرْفِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=10إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ( الْقَصَصِ : 10 ) ضُمِّنَ : لَتُبْدِي بِهِ ( الْقَصَصِ : 10 ) مَعْنَى : " تُخْبِرُ بِهِ " أَوْ " لِتُعْلِمَ " لِيُفِيدَ الْإِظْهَارُ مَعْنَى الْإِخْبَارِ ؛ لِأَنَّ الْخَبَرَ قَدْ يَقَعُ سِرًّا غَيْرَ ظَاهِرٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ( الْإِسْرَاءِ : 79 ) جَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ نَصْبَ مَقَامًا عَلَى الظَّرْفِ عَلَى تَضْمِينِ ( يَبْعَثُكَ ) مَعْنَى ( يُقِيمُكَ ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=71فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ( يُونُسَ : 71 ) قَالَ
الْفَارِسِيُّ : وَمَنْ قَرَأَ " فَأَجْمِعُوا " بِالْقَطْعِ أَرَادَ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَاجْمَعُوا شُرَكَاءَكُمْ ؛ كَقَوْلِهِ :
مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَرُمْحًا
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ( سَبَأٍ : 23 ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : عَدَّاهُ بِـ " مَنْ " لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى كَشْفِ الْفَزَعِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ( الْمَائِدَةِ : 54 ) فَإِنَّهُ يُقَالُ : ذَلَّ لَهُ لَا عَلَيْهِ ، وَلَكِنَّهُ هُنَا ضُمِّنَ مَعْنَى التَّعَطُّفِ وَالتَّحَنُّنِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ( الْبَقَرَةِ : 226 ) ضُمِّنَ ( يُؤْلُونَ ) ( الْبَقَرَةِ : 226 ) مَعْنَى " يَمْتَنِعُونَ " مِنْ وَطْئِهِنَّ بِالْأَلِيَّةِ .
[ ص: 405 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=8لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى ( الصَّافَّاتِ : 8 ) أَيْ : لَا يُصْغُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=85إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ( الْقَصَصِ : 85 ) أَيْ : أَنْزَلَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=38فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ ( الْأَحْزَابِ : 38 ) أَيْ : أَحَلَّ لَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ( آلِ عِمْرَانَ : 55 ) أَيْ : مُمَيِّزُكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ( يُونُسَ : 81 ) أَيْ : لَا يَرْضَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ ( فُصِّلَتْ : 6 ) أَيْ : أَنِيبُوا إِلَيْهِ وَارْجِعُوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=29هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ( الْحَاقَّةِ : 29 ) أَيْ : زَالَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ( النُّورِ : 63 ) فَإِنَّهُ يُقَالُ : خَالَفْتُ زَيْدًا مِنْ غَيْرِ احْتِيَاجٍ لِتَعَدِّيهِ بِالْجَارِّ ، وَإِنَّمَا جَاءَ مَحْمُولًا عَلَى : يَنْحَرِفُونَ ، أَوْ : يَزِيغُونَ .
وَمِثْلُهُ تَعْدِيَةُ " رَحِيمٍ " بِالْبَاءِ فِي نَحْوِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ( الْأَحْزَابِ : 43 ) حَمْلًا عَلَى ( رَءُوفٍ ) فِي نَحْوِ : رَءُوفٌ رَحِيمٌ ( التَّوْبَةِ : 128 ) أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ : " رَأَفْتُ بِهِ " وَلَا تَقُولُ : " رَحِمْتُ بِهِ " ، وَلَكِنْ لَمَّا وَافَقَهُ فِي الْمَعْنَى تَنَزَّلَ مَنْزِلَتَهُ فِي التَّعْدِيَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ( الْقَصَصِ : 24 ) ضُمِّنَ مَعْنَى : سَائِلٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=2الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ( الْمُطَفِّفِينَ : 2 ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ضُمِّنَ مَعْنَى " تَحَامَلُوا " فَعَدَّاهُ بِـ " عَلَى " وَالْأَصْلُ فِيهِ " مِنْ " .