الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 463 ] فائدة

نفي الاستطاعة قد يراد به نفي الامتناع ، أو عدم إمكان وقوع الفعل مع إمكانه ؛ نحو : هل تستطيع أن تكلمني ؟ بمعنى : هل تفعل ذلك ؟ وأنت تعلم أنه قادر على الفعل .

وقد حمل قوله تعالى حكاية عن الحواريين : هل يستطيع ربك ( المائدة : 112 ) على المعنى الأول ، أي : هل يجيبنا إليه ؟ أو : هل يفعل ربك ؟ وقد علموا أن الله قادر على الإنزال ، وأن عيسى قادر على السؤال ، وإنما استفهموا هل هنا صارف أو مانع ؟ .

وقوله : فلا يستطيعون توصية ( يس : 50 ) فلا يستطيعون ردها ( الأنبياء : 40 ) فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ( الكهف : 97 ) .

وقد يراد به الوقوع بمشقة وكلفة ؛ كقوله تعالى : لن تستطيع معي صبرا ( الكهف : 67 ) .

فائدة

قوله تعالى : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ( الأنفال : 17 ) قالوا : المجاز يصح نفيه بخلاف الحقيقة ، لا يقال للأسد : ليس بشجاع .

وأجيب بأن المراد بالرمي هنا المرتب عليه ، وهو وصوله إلى الكفار ؛ فالوارد عليه السلب هنا مجاز لا حقيقة ؛ والتقدير : وما رميت خلقا إذ رميت كسبا ، أو : ما رميت انتهاء إذ رميت ابتداء ؛ وما رميت مجازا إذ رميت حقيقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية