الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
التاسع عشر

التحذير منه والتنفير عنه

كقوله تعالى : الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ( النور : 3 ) قرن الزنى بالشرك وقدمه .

وقوله : زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة ( آل عمران : 14 ) قدمهن في الذكر لأن المحنة بهن أعظم من المحنة بالأولاد ، وفي صحيح مسلم : ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء ، ومن الحكمة العظيمة أنه بدأ بذكر النساء في الدنيا وختم بـ " الحرث " وهما طرفان متشابهان ، وفيهما الشهوة والمعاش الدنيوي ، ولما ذكر بعد ذلك ما أعده للمتقين أخر ذكر الأزواج كما يجب في الترتيب الأخروي ، وختم بالرضوان . وكم في القرآن من مثل هذا العجب إذا حضر له الذهن ، وفرغ له الفهم .

ومنه تقديم نفي الولد على نفي الوالد في قوله تعالى : لم يلد ولم يولد ( الإخلاص : 3 ) فإنه لما وقع في الأول منازعة الكفرة وتقولهم اقتضت الرتبة بالطبع تقديمه في الذكر ؛ اعتناء به ، قبل التنزيه عن الوالد الذي لم ينازع فيه أحد من الأمم .

التالي السابق


الخدمات العلمية