القسم الحادي عشر
nindex.php?page=treesubj&link=28914إطلاق المثنى وإرادة الواحد كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ( الرحمن : 22 ) وإنما يخرج من أحدهما .
ونظيره قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=12ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وإنما تخرج الحلية من الملح ، وقد غلط في هذا المعنى
أبو ذؤيب الهذلي حيث قال يذكر الدرة :
فجاء بها ما شئت من لطمية يدوم الفرات فوقها ويموج
[ ص: 91 ] والفرات لا يدوم فوقها ; وإنما يدوم الأجاج .
وقال
أبو علي في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31على رجل من القريتين عظيم ( الزخرف : 31 ) : إن ظاهر اللفظ يقتضي أن يكون من
مكة والطائف جميعا ; ولما لم يمكن أن يكون منهما دل المعنى على تقدير : " رجل من إحدى القريتين " .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وجعل القمر فيهن نورا ( نوح : 16 ) أي : في إحداهن .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61نسيا حوتهما ( الكهف : 61 ) والناسي كان
يوشع بدليل قوله
لموسى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63فإني نسيت الحوت ( الكهف : 63 ) ولكن أضيف النسيان لهما جميعا ; لسكوت
موسى عنه .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ( البقرة : 203 ) والتعجيل يكون في اليوم الثاني ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203ومن تأخر فلا إثم عليه ( البقرة : 203 ) قيل : إنه من هذا أيضا ، وإن موضع الإثم والتعجيل يجعل المتأخر الذي لم يقصر مثل ما جعل للمقصر ، ويحتمل أن يراد : لا يقولن أحدهما لصاحبه : أنت مقصر ; فيكون المعنى : لا يؤثم أحدهما صاحبه .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11ولأبويه لكل واحد منهما السدس ( النساء : 11 ) .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=190جعلا له شركاء ( الأعراف : 190 ) أي : أحدهما ، على أحد القولين .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=229فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به فالجناح على الزوج لأنه أخذ ما أعطى ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14667أبو بكر الصيرفي : المعنى : فإن
[ ص: 92 ] خيف من أحدهما ذلك جازت الفدية ، وليس الشرط أن يجتمعا على عدم الإقامة .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24ألقيا في جهنم ( ق : 24 ) قيل : هو خطاب للملك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : ثناه على " ألق " والمعنى : ألق ألق ، وكذلك القول في " قفا " وخالفه
أبو إسحاق ، وقال : بل هو مخاطبة للملكين .
وقال
الفراء في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فبأي آلاء ربكما تكذبان ( الرحمن : 13 ) قال يخاطب الإنسان مخاطبة بالتثنية .
وجعل منه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46ولمن خاف مقام ربه جنتان وقوله تعالى : جنتين فقيل : جنة واحدة بدليل قوله تعالى آخر الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35ودخل جنته ( الكهف : 35 ) فأفرد بعد ما ثنى .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كلتا الجنتين آتت أكلها ( الكهف : 33 ) فإنه ما ثنى إلا للإشعار بأن لها وجهين ، وأنك إذا نظرت عن يمينك ويسارك رأيت في كلتا الناحيتين ما يملأ عينيك قرة ، وصدرك مسرة .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ( المائدة : 116 ) ، وإنما المتخذ إلها
عيسى دون
مريم ، فهو من باب : " والنجوم الطوالع " قاله
أبو [ ص: 93 ] الحسن ، وحكاه عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني في كتاب " القد " وعليه حمل
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني وغيره قول
امرئ القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
ويؤيده قوله بعده :
أصاح ترى برقا أريك وميضه
وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
عشية سال المربدان كلاهما سحابة موت بالسيوف الصوارم
وإنما هو مربد
البصرة فقط .
وقوله : " ودار لها بالرقمتين " .
وقوله : " ببطن المكتين " .
[ ص: 94 ] وقول
جرير :
لما مررت بالديرين أرقني صوت الدجاج وقرع بالنواقيس
قالوا : أراد " دير الوليد " فثناه باعتبار ما حوله .
الْقِسْمُ الْحَادِي عَشَرَ
nindex.php?page=treesubj&link=28914إِطْلَاقُ الْمُثَنَّى وَإِرَادَةُ الْوَاحِدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ( الرَّحْمَنِ : 22 ) وَإِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ أَحَدِهِمَا .
وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=12وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَإِنَّمَا تُخْرَجُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمِلْحِ ، وَقَدْ غَلَطَ فِي هَذَا الْمَعْنَى
أَبُو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ حَيْثُ قَالَ يَذْكُرُ الدُّرَّةَ :
فَجَاءَ بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ لَطَمِيَّةٍ يَدُومُ الْفُرَاتُ فَوْقَهَا وَيَمُوجُ
[ ص: 91 ] وَالْفُرَاتُ لَا يَدُومُ فَوْقَهَا ; وَإِنَّمَا يَدُومُ الْأُجَاجُ .
وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ( الزُّخْرُفِ : 31 ) : إِنَّ ظَاهِرَ اللَّفْظِ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ مِنْ
مَكَّةَ وَالطَّائِفِ جَمِيعًا ; وَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمَا دَلَّ الْمَعْنَى عَلَى تَقْدِيرِ : " رَجُلٍ مِنْ إِحْدَى الْقَرْيَتَيْنِ " .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا ( نُوحٍ : 16 ) أَيْ : فِي إِحْدَاهُنَّ .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61نَسِيَا حُوتَهُمَا ( الْكَهْفِ : 61 ) وَالنَّاسِي كَانَ
يُوشَعُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ
لِمُوسَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ( الْكَهْفِ : 63 ) وَلَكِنْ أُضِيفَ النِّسْيَانُ لَهُمَا جَمِيعًا ; لِسُكُوتِ
مُوسَى عَنْهُ .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ( الْبَقَرَةِ : 203 ) وَالتَّعْجِيلُ يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ( الْبَقَرَةِ : 203 ) قِيلَ : إِنَّهُ مِنْ هَذَا أَيْضًا ، وَإِنَّ مَوْضِعَ الْإِثْمِ وَالتَّعْجِيلِ يَجْعَلُ الْمُتَأَخِّرَ الَّذِي لَمْ يُقَصِّرْ مِثْلَ مَا جَعَلَ لِلْمُقَصِّرِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ : لَا يَقُولَنَّ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَنْتَ مُقَصِّرٌ ; فَيَكُونُ الْمَعْنَى : لَا يُؤَثِّمُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ( النِّسَاءِ : 11 ) .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=190جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ ( الْأَعْرَافِ : 190 ) أَيْ : أَحَدُهُمَا ، عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=229فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ فَالْجُنَاحُ عَلَى الزَّوْجِ لِأَنَّهُ أَخَذَ مَا أَعْطَى ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14667أَبُو بَكْرٍ الصَّيْرَفِيُّ : الْمَعْنَى : فَإِنْ
[ ص: 92 ] خِيفَ مِنْ أَحَدِهِمَا ذَلِكَ جَازَتِ الْفِدْيَةُ ، وَلَيْسَ الشَّرْطُ أَنْ يَجْتَمِعَا عَلَى عَدَمِ الْإِقَامَةِ .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ ( ق : 24 ) قِيلَ : هُوَ خِطَابٌ لِلْمَلِكِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : ثَنَاهُ عَلَى " أَلْقِ " وَالْمَعْنَى : أَلْقِ أَلْقِ ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي " قِفَا " وَخَالَفَهُ
أَبُو إِسْحَاقَ ، وَقَالَ : بَلْ هُوَ مُخَاطَبَةٌ لِلْمَلَكَيْنِ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( الرَّحْمَنِ : 13 ) قَالَ يُخَاطِبُ الْإِنْسَانَ مُخَاطَبَةً بِالتَّثْنِيَةِ .
وَجُعِلَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى : جَنَّتَيْنِ فَقِيلَ : جَنَّةٌ وَاحِدَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى آخِرَ الْآيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وَدَخَلَ جَنَّتَهُ ( الْكَهْفِ : 35 ) فَأَفْرَدَ بَعْدَ مَا ثَنَى .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا ( الْكَهْفِ : 33 ) فَإِنَّهُ مَا ثَنَّى إِلَّا لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ لَهَا وَجْهَيْنِ ، وَأَنَّكَ إِذَا نَظَرْتَ عَنْ يَمِينِكَ وَيَسَارِكَ رَأَيْتَ فِي كِلْتَا النَّاحِيَتَيْنِ مَا يَمْلَأُ عَيْنَيْكَ قُرَّةً ، وَصَدْرَكَ مَسَرَّةً .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ( الْمَائِدَةِ : 116 ) ، وَإِنَّمَا الْمُتَّخَذُ إِلَهًا
عِيسَى دُونَ
مَرْيَمَ ، فَهُوَ مِنْ بَابِ : " وَالنُّجُومُ الطَّوَالِعُ " قَالَهُ
أَبُو [ ص: 93 ] الْحَسَنِ ، وَحَكَاهُ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي فِي كِتَابِ " الْقَدِّ " وَعَلَيْهِ حَمَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي وَغَيْرُهُ قَوْلَ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ بَعْدَهُ :
أَصَاحِ تَرَى بَرْقًا أُرِيكَ وَمِيضَهُ
وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
عَشِيَّةَ سَالَ الْمِرْبَدَانِ كِلَاهُمَا سَحَابَةَ مَوْتٍ بِالسُّيُوفِ الصَّوَارِمِ
وَإِنَّمَا هُوَ مِرْبَدُ
الْبَصْرَةِ فَقَطْ .
وَقَوْلُهُ : " وَدَارٍ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ " .
وَقَوْلُهُ : " بِبَطْنِ الْمَكَّتَيْنِ " .
[ ص: 94 ] وَقَوْلُ
جَرِيرٍ :
لَمَّا مَرَرْتُ بِالدَّيْرَيْنِ أَرَّقَنِي صَوْتُ الدَّجَاجِ وَقَرْعٌ بِالنَّوَاقِيسِ
قَالُوا : أَرَادَ " دَيْرَ الْوَلِيدِ " فَثَنَّاهُ بِاعْتِبَارِ مَا حَوْلَهُ .