الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حذف القول قد كثر في القرآن العظيم حتى إنه في الإضمار بمنزلة الإظهار ؛ كقوله تعالى : والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ( الزمر : 3 ) أي : يقولون : ما نعبدهم إلا للقربة .

ومنه : ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا ( طه : 80 - 81 ) أي : وقلنا : كلوا ، أو قائلين .

وقوله : قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ( البقرة : 60 ) أي : قلنا .

وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ( البقرة : 63 ) أي : وقلنا : خذوا .

وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ( البقرة : 125 ) أي وقلنا : اتخذوا .

وقوله : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا ( البقرة : 127 ) أي : يقولان : ربنا ، وعليه قراءة عبد الله .

[ ص: 267 ] فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم ( آل عمران : 106 ) أي : فيقال لهم . لأن " أما " لا بد لها في الخبر من فاء ، فلما أضمر القول أضمر الفاء .

وقوله : وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ما توعدون ( ص : 52 - 53 ) أي : يقال لهم : هذا .

وقوله : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ( الرعد : 23 - 24 ) أي : يقولون : سلام .

وقوله : وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم ( الأنبياء : 103 ) أي : يقولون لهم ذلك .

وقوله : والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا ( الزمر : 3 ) أي : يقولون ما نعبدهم .

وقوله : فظلتم تفكهون إنا لمغرمون ( الواقعة : 65 - 66 ) أي : يقولون : إنا لمغرمون ، أي : معذبون ، وتفكهون : تندمون .

وقوله : ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا ( السجدة : 12 ) أي : يقولون : ربنا .

وقوله : ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ( سبأ : 23 ) أي : قالوا : قال الحق .

التالي السابق


الخدمات العلمية