وأما فهو أفضل من هؤلاء كلهم عند المسلمين عمر بن عبد العزيز ، حتى كان غير واحد من العلماء وغيره يقولون : الخلفاء خمسة : كسفيان الثوري ، أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي . وإذا قيل : "سيرة العمرين" فقد قال وعمر ابن عبد العزيز وغيره : العمران أحمد بن حنبل عمر بن الخطاب . وأنكر وعمر بن عبد العزيز على من قال : العمران أحمد أبو بكر . وعمر
قد أحيا السنة ، وأمات البدعة ، ونشر العدل عمر بن عبد العزيز ، وقمع الظلمة من أهل بيته وغيرهم ، ورد المظالم التي كان وكان وغيره ظلموها للمسلمين ، وقمع أهل البدع - كالذين كانوا يسبون الحجاج بن يوسف ، عليا وكالخوارج الذي كانوا يكفرون [ ص: 147 ] عليا ومن والاهما ، وعثمان وكالقدرية مثل غيلان القدري وغيره ، وكالشيعة الذين كانوا يثيرون الفتن- بعلمه ودينه وعدله .
وأما غيره من الخلفاء فلم يبلغوا في العلم والدين والعدل مبلغه ، ولكن كانوا مسلمين باطنا وظاهرا ، لم يكونوا معروفين بكفر ولا نفاق ، وكان لهم حسنات كما لهم سيئات . وكثير منهم أو أكثرهم له حسنات يرحمه الله بها ، وتترجح على سيئاته ، ومقادير ذلك على التحقيق لا يعلمه إلا الله .