وفي هذه السنة قدم ماهويه مرزبان مرو على رضي الله عنه بعد الجمل مقرا بالصلح ، فكتب له علي بن أبي طالب كتابا إلى دهاقين علي مرو والأساورة بأنه قد رضي عنه . ثم إنهم كفروا بعد ذلك . [ ص: 100 ]
وفي هذه السنة عمرو بن العاص ووافقه على محاربة معاوية رضي الله عنه علي بايع
وكان السبب أنه لما أحيط خرج بعثمان من عمرو بن العاص المدينة ، وقال: من لم يستطع نصر هذا الرجل فليهرب ، فسار وسار معه ابناه ، فبينما هو في بعض الأماكن مر به راكب ، فقال: ما الخبر؟ قال: تركت الرجل محصورا ، ثم مكثوا أياما فمر بهم راكب ، فقال: قتل عثمان وبويع . لعلي
فارتحل عمرو وابناه يبكي بكاء المرأة ويقول: وا عثماناه ، حتى نزل دمشق ، وبلغه طلحة والزبير وعائشة ، فقال: استأن وانظر ما يصنعون ، فأتاه الخبر بأن مسير طلحة والزبير قتلا ، فارتج عليه أمره ، فقيل له: إن يحرض على الطلب بدم معاوية عثمان ، فقال لابنيه: ما تريان؟ فقال عبد الله : أرى أن تكف يدك وتجلس في بيتك حتى يجتمع الناس على إمام فتبايعه ، فقال محمد: أنت ناب من أنياب العرب ، فلا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه صوت ولا ذكر ، فقال: أما أنت يا عبد الله فأمرتني بما هو خير لي في آخرتي ، وأسلم لي في ديني . وأما أنت يا محمد فأمرتني بالذي هو أنبه لي في دنياي وشر لي في آخرتي .
ثم خرج عمرو حتى قدم على ، فرأى معاوية أهل الشام يحضون على الطلب بدم معاوية عثمان ، فقال: عمرو: أنتم على الحق ، اطلبوا بدم الخليفة المظلوم - لا يلتفت إليه - فدخل إلى ومعاوية فقال له: والله إن أمرك لعجب ، لا أراك تلتفت إلى [هؤلاء] ، أما إن قاتلنا معك فإن في النفس ما فيها حتى نقاتل من تعلم فضله وقرابته ، ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا ، فصالحه معاوية بعد ذلك وعطف عليه . معاوية