الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
289 - عبد الله بن بديل بن ورقاء :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى أهل اليمن ، وشهد مع علي رضي الله عنه صفين ، وقتل هناك .

290 - عبد الرحمن بن عديس البلوي :

بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة . وروى عنه عليه السلام .

وشهد فتح مصر ، واختط بها ، وكان رئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان ، وقتل بفلسطين في هذه السنة ، كان قد سجن فهرب فأدركه فارس ، فقال له: اتق الله في دمي فإني من أصحاب الشجرة ، فقال: الشجر في الجبل كثير ، [فقتله] .

291 - عمرو بن أبي عمرو بن ضبة ، أبو شداد :

شهد بدرا وتوفي في هذه السنة . [ ص: 115 ]

292 - قدامة بن مظعون بن حبيب ، أبو عمر :

هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ، وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وتوفي في هذه السنة وهو ابن ثمان وستين سنة .

293 - كعب بن سور بن بكر بن عبد الله بن ثعلبة الأزدي :

ولاه عمر قضاء البصرة ، وكان سبب توليته إياه ما أخبرنا به أبو الفضل بن ناصر ، قال: أخبرنا ثابت بن بندار ، وأحمد بن علي بن سوار ، ومحمد بن عبد الله الباقر ، قالوا: حدثنا محمد بن عبد الواحد بن رزمة ، قال: أخبرنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، قال: حدثني محمد بن منصور بن يزيد ، قال: حدثنا الزبير بن بكار ، قال: حدثني إبراهيم الحزامي ، عن محمد بن معن الغفاري ، قال: أتت امرأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقالت: يا أمير المؤمنين ، إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل ، وأنا أكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة الله تعالى ، فقال لها: نعم الزوج زوجك ، فجعلت تكرر عليه القول وهو يكرر عليها الجواب ، فقال له كعب الأزدي: يا أمير المؤمنين ، هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه ، قال له عمر: كما فهمت كلامها فاقض بينهما ، فقال كعب: علي بزوجها ، فأتي به ، فقال له: امرأتك هذه تشكوك ، قال: أفي طعام أو شراب ، قالت المرأة ترتجز:


يا أيها القاضي الحكيم رشده ألهى خليلي عن فراشي مسجده     زهده في مضجعي تعبده
نهاره وليله ما يرقده     فلست في أمر النساء أحمده
فاقض القضاء يا كعب لا تردده

فقال زوجها:


أزهدني في فرشها وفي الحجل     أني امرؤ أذهلني ما قد نزل
[ ص: 116 ] في سورة النحل وفي السبع الطول     وفي كتاب الله تخويف جلل

فقال كعب:


إن لها عليك حقا يا رجل     تصيبها في أربع لمن عقل

فاعطها ذاك ودع عنك العلل

ثم قال: إن الله قد أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فلك ثلاثة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك ، ولها يوم وليلة ، فقال عمر: والله ما أدري من أي أمر بك أعجب ، أمن فهمك أمرهما أم من حكمك؟ اذهب فقد وليتك قضاء البصرة .

قال علماء السير: فلما قدم طلحة والزبير وعائشة يرجي الله عنهم البصرة دخل كعب إلى بيت وطين عليه ، وجعل فيه كوة يتناول منها طعامه وشرابه اعتزالا للفتنة ، فقيل لعائشة: إن كعب بن سور إن خرج معك لم يتخلف من الأزد أحد ، فركبت إليه فنادته فلم يجبها ، فقالت: يا كعب ألست أمك ولي عليك حق ، فكلمها ، فقالت: إنما أريد أن أصلح بين الناس ، فخرج فأخذ المصحف فنشره ومشى بين الصفين يدعوهم إلى ما فيه ، فجاءه سهم غرب فقتله . وكان خيرا صالحا وليس له حديث .

294 - هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، وهو المعروف بالمر :

قال: وهو أخو نافع بن عتبة ، وابن أخي سعد بن أبي وقاص . أسلم يوم فتح مكة ، وحضر مع عمه سعد حرب الفرس بالقادسية ، فلما هزم الله العدو ، ورجعوا إلى المدائن اتبعهم سعد والمسلمون ، فدل علج من أهل المدائن سعدا على مخاضة ، فخاضوا وأتوا المدائن فحاصروها وهاشم فيهم .

وقتل بصفين مع علي رضي الله عنه . [ ص: 117 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية