الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 185 ] باب ذكر خلافة معاوية

هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف .

وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس .

أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ، واستكتبه النبي صلى الله عليه وسلم ، وولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه مكان أخيه يزيد لما مات ، فلم يزل كذلك خلافة عمر ، وأقره عثمان وأفرد له جميع الشام ، وقد ذكرنا ما جرى له مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من القتال ومصالحة الحسن إياه ، ومبايعته له بالخلافة ، وذلك في سنة إحدى وأربعين ، فسمي عام الجماعة ، فاستعمل على القضاء فضالة بن عبيد ، فلما مات استقضى أبا إدريس الخولاني ، وكان على شرطته قيس بن حمزة ، وكان كاتبه وصاحب أمره سرحون بن منصور الرومي .

وكان معاوية أول من اتخذ الحرس ، وأول من حزم الكتب ثم ختمها ، لأنه كان قد أمر لعمرو بن الزبير بمائة ألف درهم ففض عمرو الكتاب وجعل المائة مائتين ، فلما رفع حسابه إلى معاوية أنكر ذلك وأمر عمرا بردها وحبسه ، فأداها أخوه عبد الله بن الزبير عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية