الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه السنة ولى معاوية سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان

وكان السبب أن سعيدا سأل ذلك ، قال : إن بها عبيد الله بن زياد ، فقال : أما والله لقد اصطنعك أبي ورقاك حتى بلغت باصطناعه المدى [الذي لا يجارى إليه ولا يسامى ] ، فما شكرت بلاءه ولا جازيته . فولاه حرب خراسان ، وولى إسحاق بن طلحة خراجها .

وكان إسحاق ابن خالة معاوية ، أمه أم أبان بنت عتبة بن ربيعة ، فلما صار بالري مات إسحاق بن طلحة ، فولي سعيد خراج خراسان وحربها ، فقطع سعيد الترمذ إلى سمرقند ، فخرج إليه أهل الصغد فواقفوه يوما إلى الليل ثم انصرفوا من غير قتال ، فلما كان الغد خرج إليهم سعيد ، وناهضه أهل الصغد فقاتلهم فهزمهم وحصرهم في مدينتهم ، فصالحوه وأعطوه رهنا منهم خمسين غلاما يكونون في يده من أبناء عظمائهم ، وعبر فأقام بالترمذ .

وكان العامل في هذه السنة على المدينة مروان بن الحكم ، وعلى الكوفة [ ص: 288 ] الضحاك بن قيس ، وعلى البصرة عبد الله بن زياد ، وعلى خراسان سعيد بن عثمان بن عفان .

التالي السابق


الخدمات العلمية