الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه السنة : عزل يزيد الوليد بن عتبة عن المدينة ، عزله في رمضان ، وأمر عليها عمرو بن سعيد ، فقدمها ، ووجه عمرو بن سعيد عمرو بن الزبير إلى أخيه عبد الله بن الزبير ليقاتله ، لما كان يعلم ما بينه وبين أخيه عبد الله ، ووجه معه أنيس بن عمرو الأسلمي في سبعمائة - وقيل : في ألفين - فعسكر في الجرف فجاء مروان بن الحكم إلى عمرو بن سعيد ، فقال له : لا تقرب مكة واتق الله ، ولا تحل حرمة البيت ، وخلوا ابن الزبير فقد كبر وهو رجل لجوج . فقال عمرو : والله لنقاتلنه في جوف الكعبة ، وسار أنيس حتى نزل بذي طوى ، وسار عمرو بن الزبير إلى أخيه الأبطح ، فأرسل عمرو بن الزبير إلى أخيه أن الخليفة قد حلف لا يقبل منك حتى يؤتي بك في [ ص: 325 ] جامعة ، فبر يمينه وتعال اجعل في عنقك جامعة من فضة . فأرسل ابن الزبير عبد الله بن صفوان إلى أنيس في جامعة ، فقاتلوه ، فهزم أنيس وتفرق عن عمرو جماعة من أصحابه ، واستعمل عمرو بن سعيد على شرطته مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، وأمره بالشدة على الناس ، فهدم الدور ، وضرب الرجال ، وأرسل إلى المنذر بن الزبير ، فجاءوا به ملببا ، فقال المسور بن مخرمة : اللهم إنا نعوذ بك من أمر هذا أوله . فلما حضر وقت الحج حج عمرو ، وأظهر السلاح وأظهر ابن الزبير السلاح .

التالي السابق


الخدمات العلمية