وفي هذه السنة . أهل الحكم بن عمرو الغفاري جبل الأشل . غزا
فغنم ، فكتب إليه زياد : إن أمير المؤمنين كتب إلي أن أصطفي [له ] الصفراء والبيضاء . فلما وصل الكتاب إليه قال للناس : اغدوا على غنائمكم ، وعزل الخمس ، وقسم بينهم الغنائم . فكتب إليه زياد : والله إن بقيت لك لأقطعن منك طابقا . فقال : اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك . فمات بمرو .
أخبرنا محمد بن ناصر ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن المبارك بن عبد الجبار ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو حامد بن الحسين ، قال : أخبرنا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم المروزي ، قال : حدثني جدي محمد بن عبد الكريم ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا الهيثم بن عدي هشام بن حسان الفردوسي ، قال : حدثنا ، قال : كنا عند محمد بن سيرين في حلقته في المسجد ، إذ مر بنا عمران بن حصين وقد عقد له الحكم بن عمرو الغفاري على زياد بن أبي سفيان خراسان ، فقيل لعمران : هذا الحكم استعمل على خراسان ، فقال : علي به . فلما جاء قال : يا حكم ، أتذكر حديثا سمعته أنا وأنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : وما هو ؟ قال : سمعناه يقول : . قال : نعم ، قال : إذا شئت [فقم ] ، "لا طاعة لمخلوق في [ ص: 230 ] معصية الخالق "
قال : فأتى خراسان فأصاب بها غنائم كثيرة ، فكتب إليه زياد : أما بعد ، فإن أمير المؤمنين كتب إلي أن أصطفي له البيضاء والصفراء ، ولا أعلمن ما قسمت بين الناس ذهبا ولا فضة . فلما جاءه الكتاب قال للناس : اغدوا على غنائمكم فخذوها ، ثم كتب إلى زياد : جاءني كتاب الأمير يذكر أن أمير المؤمنين كتب إليه أن يصطفي بالصفراء فلا يعلمن ما قسمت بين الناس ذهبا ولا فضة ، وإني وجدت كتاب الله قد سبق كتاب أمير المؤمنين ، ووالله الذي لا إله إلا هو لو أن السماوات والأرض كانتا رتقا على عبد اتقى الله لجعل له من ذلك مخرجا ، والسلام .