ذكر من توفي في هذه السنة
372 - ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يكنى أبا عبد الله :
أصابه سبي فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعتقه ، فلم يزل معه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل حمص فمات في هذه السنة .
373 - الحارث بن ربعي ، أبو قتادة الأنصاري :
قال : اسمه الواقدي النعمان .
وقال : اسمه الهيثم بن عدي عمرو . والأول أصح .
شهد ما بعد بدر ، وحضر مع قتال علي الخوارج بالنهروان . وقد قيل إنه مات في خلافته وصلى عليه ، ولا يصح ذلك بل عاش بعده .
قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا محمد بن سعد ، قال : حدثنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، قال :
توفي أبو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين ، وهو ابن سبعين سنة
374 - حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى :
ولد قبل الفيل باثنتي عشرة سنة ، وكان آدم شديد الأدمة خفيف اللحم .
[أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا ، أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أخبرنا المخلص أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا ] الزبير بن [ ص: 269 ] بكار ، قال : حدثني مصعب بن عثمان ، قال :
دخلت أم حكيم بن حزام الكعبة معها نسوة من قريش وهي حامل بحكيم بن حزام ، فضربها المخاض في الكعبة ، فأتيت بنطع حيث أعجلتها الولادة ، فولدت في حكيم بن حزام الكعبة على النطع . وكان حكيم من سادات قريش في الجاهلية والإسلام .
قال : حدثني الزبير بن بكار محمد بن الضحاك ، عن أبيه ، قال : لم يدخل دار الندوة أحد من قريش للمشورة حتى يبلغ أربعين سنة إلا ، دخلها وهو ابن خمس عشرة سنة . حكيم بن حزام
أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، قال : أخبرنا الجوهري ، قال : أخبرنا قال : أخبرنا ابن حيوية ، أحمد بن معروف ، قال : حدثنا الحسين بن الفهم ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا المنذر بن عبد الله بن المنذر عن ، عن موسى بن عقبة أبي حبيبة مولى الزبير ، قال : سمعت ، يقول : حكيم بن حزام
ولدت قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث عشرة سنة وأنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح ولده عبد الله حتى وقع نذره ، وذلك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين .
قال محمد بن عمر : شهد مع أبيه حرب الفجار ، وقتل أبوه حكيم بن حزام حزام في الفجار الأخير ، وكان حكيم يكنى أبا خالد وكان له جماعة من الولد كلهم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلموا يوم الفتح .
قال محمد بن عمر : وأخبرنا إبراهيم بن جعفر بن محمود ، عن أبيه وغيره ، قالوا : بكى ، فقال له ابنه : ما يبكيك يا أبه ؟ قال : خصال كلها أبكاني ، [ ص: 270 ] أما أولها : فبطء إسلامي حتى سبقت في مواطن كلها صالحة ، ونجوت يوم حكيم بن حزام بدر ويوم أحد ، فقلت : لا أخرج من مكة ولا أوضع مع قريش ما بقيت ، فأقمت بمكة ويأبى الله أن يشرح قلبي للإسلام وذلك أني أنظر إلى بقايا من قريش لهم أسنان متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية فأقتدي بهم ، ويا ليت أني لم أقتد بهم ، فما أهلكنا إلا اقتداؤنا بآبائنا وكبرائنا ، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعلت أفكر ، وأتاني ، فقال : أبو سفيان بن حرب أبا خالد ، والله إني لأخشى أن يأتينا محمد في جموع يثرب ، فهل أنت تابعي إلى شرف نتروح الخبر ؟ قلت : نعم . قال : فخرجنا نتحدث ونحن مشاة حتى إذا كنا بمر الظهران إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدهم من الناس ، فلقي العباس بن عبد المطلب أبا سفيان ، فذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى مكة فدخلت بيتي وآمن الناس ، فجئته صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بالبطحاء وأسلمت وصدقته وشهدت أن ما جاء به حق ، وخرجت معه إلى حنين . فأعطى رجالا من الغنائم والأموال ، وسألته حينئذ فألحقت المسلة . قال محمد بن عمر : وحدثني ، عن معمر ، عن الزهري ، ابن المسيب وعروة بن الزبير ، قالا : حدثنا ، قال : حكيم بن حزام بحنين مائة من الإبل فأعطانيها ، ثم سألته مائة فأعطانيها ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا حكيم ، إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإسراف نفس لم يبارك فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، فاليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول " . سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان
فكان حكيم يقول : والذي بعثك بالحق لا أزرأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا ، فكان يدعو أبو بكر الصديق حكيما ليعطيه فيأبى أن يقبل منه شيئا ، وكان يدعو حكيما إلى عطائه فيأبى أن يأخذه ، فيقول : أيها الناس أشهدكم على عمر حكيم أني أدعوه إلى عطائه فيأبى أن يأخذه ، فلم يزرأ حكيم أحدا من الناس شيئا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي .
[ ص: 271 ] قال محمد بن سعد : وأخبرنا عبد الله بن نمير ، عن ، عن أبيه : هشام بن عروة أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير ، ثم أعتق في الإسلام مائة رقبة وحمل على مائة بعير ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أرأيت شيئا كنت فعلته في الجاهلية أتحنث به ، هل لي فيه من أجر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أسلمت على ما سلف لك من خير " حكيم بن حزام . أن
أنبأنا الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : أخبرنا ابن المسلمة ، قال : أخبرنا ، قال : أخبرنا المخلص أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا ، قال : وحدثني عمي الزبير بن بكار مصعب بن عبد الله ، قال :
جاء الإسلام وفي يد حكيم الرفادة ودار الندوة بيده ، فباعها بعد من بمائة ألف درهم فقال له معاوية : بعت مكرمة عبد الله بن الزبير قريش ، فقال حكيم : ذهبت المكارم إلا التقوى يا ابن أخي ، إني اشتريت بها دارا في الجنة ، أشهد أني قد جعلتها في سبيل الله .
وكان يفعل المعروف ويصل الرحم ، عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام .
قال الزبير : وحدثني يعقوب بن محمد بن عيسى ، قال : حدثني عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة ، عن أبيه ، عن أبي بكر بن سليمان ، قال :
حج معه مائة بدنة [قد أهداها ] ، وجللها الحبرة ، وكفها على أعجازها ، ووقف مائة وصيف يوم حكيم بن حزام عرفة في أعناقهم أطوقة الفضة قد نقش في رءوسها عتقاء الله من ، وأعتقهم وأهدى ألف شاة . حكيم بن حزام
قال : وأخبرني الزبير بن بكار ، أن مشركي إبراهيم بن حمزة قريش حصروا بني هاشم في الشعب ، وكان تأتيه العير تحمل الحنطة من حكيم بن حزام الشام فيقبل بها إلى الشعب ، ثم يضرب أعجازها فتدخل عليهم فيأخذون ما عليها من الحنطة .
قال الزبير : حدثني ، عن إبراهيم بن المنذر ، عن الواقدي الضحاك بن عثمان قال : قال : [ ص: 272 ] كنت أعالج البز في الجاهلية ، وكنت رجلا تاجرا أخرج إلى حكيم بن حزام اليمن وإلى الشام في الرحلتين ، وكنت أربح أرباحا كثيرة فأعود على فقراء قومي ونحن لا نعبد شيئا نريد بذلك ثراء الأموال والمحبة في العشيرة ، وكنت أحضر للأسواق ، وكان لنا ثلاثة أسواق : سوق بعكاظ يقوم صبح هلال ذي القعدة ، فيقوم عشرين يوما ويحضرها العرب ، وبها ابتعت لعمتي زيد بن حارثة وهو يومئذ غلام ، فأخذته بستمائة درهم ، فلما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد سألها خديجة زيدا ، فوهبته له فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبها ابتعت حلة ذي يزن ، كسوتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما رأيت أحدا قط أجمل ولا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الحلة .
قال : ويقال : قدم بالحلة في هدنة حكيم بن حزام الحديبية وهو يريد الشام في عير ، فأرسل بالحلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبلها ، وقال : "لا أقبل هدية مشرك " ، قال حكيم : فجزعت جزعا شديدا حيث رد هديتي ، وبعتها بسوق النبط من أول سائم سامني ، ودس رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها فاشتراها ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها بعد زيد بن حارثة . إن
وكان سوق مجنة تقوم عشرة أيام حتى إذا رأينا هلال ذي الحجة انصرفنا وانتهينا إلى سوق ذي المجاز تقام ثمانية أيام .
وكل هذه الأسواق ألقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواسم يستعرض القبائل قبيلة قبيلة يدعوهم إلى الله تعالى ، فلا أرى أحدا يستجيب ، وقريش أشد القبائل عليه حتى بعث ربه عز وجل قوما أراد بهم كرامة هذا الحي من الأنصار فبايعوه وآمنوا به وبذلوا له أنفسهم وأموالهم ، فجعل الله له دار هجرة . فلما حج سامني بداري معاوية بمكة فبعتها منه بأربعين ألف دينار ، فبلغني أن يقول : ما يدري هذا الشيخ ما يبيع ليردن عليه بيعه . فقلت : والله ما ابتعتها إلا بزق من خمر . وكان ابن الزبير حكيم يشتري الظهر والأداة والزاد ثم لا يجيئه أحد يستحمله في السبيل إلا حمله .
[ ص: 273 ] وكان عام حج مر به وهو ابن عشرين ومائة سنة ، فأرسل إليه بلقوح [يشرب من لبنها وذلك بعد أن سأله أي الطعام يأكل ، فقال : أما مضغ فلا مضغ بي ، فأرسل إليه بلقوح ] وصله ، فأبى أن يقبلها وقال : لم آخذ من بعد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، قد دعاني معاوية أبو بكر رضي الله عنهما إلى حقي فأبيت . وعمر
توفي بالمدينة في هذه السنة وهو ابن مائة وعشرين سنة .
375 - حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ، أبو محمد :
أسلم يوم الفتح ، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أحد النفر الذين أمرهم بتجديد أنصاب عمر بن الخطاب الحرم .
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيوية ابن معروف ، قال : أخبرنا ابن الفهم ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن مسلمة الأشهلي ، عن أبيه ، قال :
كان حويطب بن عبد العزى قد بلغ عشرين ومائة سنة ، ستين في الجاهلية ، وستين في الإسلام ، فلما ولي مروان بن الحكم المدينة في عمله الأول دخل عليه حويطب مع مشيخة جلة : حكيم بن حزام ، ومخرمة بن نوفل ، فتحدثوا عنده ثم تفرقوا ، فدخل عليه حويطب يوما بعد ذلك فتحدث عنده فقال له مروان : ما سنك ؟ فأخبره ، فقال له : تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث ، فقال حويطب : الله المستعان ، والله لقد هممت بالإسلام مرة بعد مرة ، كل ذلك يعوقني أبوك ، يقول : تدع شرفك ، وتدع دين آبائك لدين محدث وتصير تابعا ، قال : فأسكت مروان ، وندم على ما كان .
[ ص: 274 ] قال له : ثم قال حويطب : أما كان أخبرك عثمان ما كان لقي من أبيك حين أسلم ؟ فازداد مروان غما ، ثم قال حويطب : ما كان في قريش أحد من كبرائنا الذين بقوا على دين قومهم إلى أن فتحت مكة ، كان أكره لما هو عليه مني ، ولكن المقادير . ولقد شهدت بدرا مع المشركين فرأيت عبرا ، رأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء والأرض ، فقلت : هذا رجل ممنوع ، ولم أذكر ما رأيت ، فانهزمنا راجعين إلى مكة ، فأقمنا بمكة نسلم رجلا رجلا ، فلما كان يوم الحديبية حضرت وشهدت الصلح ومشيت فيه حتى تم ، وكل ذلك أريد الإسلام ويأبى الله إلا ما يريد ، فلما كتبنا صلح الحديبية كنت أنا أحد شهوده ، قلت : لا ترى قريش من محمد إلا ما يسوؤها ، قد رضيت أن دافعت بالراح .
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام القضية ، وخرجت قريش عن مكة ، وكنت فيمن تخلف في مكة أنا ولات يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى الوقت ، وهو ثلاث ، فلما انقضت الثلاث أقبلت أنا وسهيل بن عمرو ، فقلنا : قد مضى شرطك فاخرج بمن معك من بلدنا ، فصاح : يا وسهيل بن عمرو لا تغيب الشمس وأحد من المسلمين بلال بمكة ممن قدم معنا .
وبالإسناد عن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن ، عن موسى بن عقبة المنذر بن جهم ، قال : قال حويطب : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح خفت خوفا شديدا ، فخرجت من بيتي وفرقت عيالي في مواضع يأمنون فيها ، ثم انتهيت إلى حائط عوف ، فكنت فيه فإذا أنا بأبي ذر الغفاري وكان بيني وبينه خلة ، فلما رأيته هربت منه ، فقال : أبا محمد ، قلت : لبيك ، قال : ما لك ، قلت : الخوف ، قال : لا خوف عليك تعال أنت آمن بأمان الله ، فرجعت إليه وسلمت عليه ، فقال لي : اذهب إلى منزلك ، قلت : وهل سبيل إلى منزلي ، والله ما أراني أصل إلى بيتي حيا حتى ألقى فأقتل أو يدخل علي في منزلي فأقتل وإن عيالي في مواضع شتى ، قال : فاجمع عيالك معك في موضع واحد وأنا أبلغ معك منزلك ، [ ص: 275 ] فبلغ معي وجعل ينادي على بابي : إن حويطب آمن فلا يهج . ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : "أوليس قد آمنا الناس كلهم إلا من أمرت بقتله " .
فاطمأننت ورددت عيالي إلى مواضعهم ، وعاد إلي فقال : يا أبو ذر أبا محمد حتى متى وإلى متى قد سبقت في المواطن كلها وفاتك خير كثير وبقي خير كثير فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم تسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أبر الناس وأوصل الناس وأحلم الناس . قلت : فأنا أخرج معك فآتيه ، فخرجت معه حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء وعنده أبو بكر ، فوقفت على رأسه وقد سألت وعمر : كيف يقال إذا سلم عليه ؟ قال : قل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله ، قال : "وعليك السلام ، أبا ذر أحويطب ؟ " قلت : نعم ، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال : "الحمد لله الذي هداك " . وسر بإسلامي واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألف درهم وشهدت معه حنينا والطائف ، وأعطاني من غنائم حنين مائة بعير .
ثم قدم حويطب بعد ذلك المدينة فنزلها وله بها دار .
قال محمد بن عمر : حدثني ، عن أبيه ، قال : عبد الرحمن بن أبي الزناد
باع حويطب داره بمكة من بأربعين ألف دينار ، فقيل له : يا معاوية أبا محمد ، أربعون ألف دينار ، فقال : وما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من العيال .
ومات حويطب بالمدينة في هذه السنة وله مائة وعشرون سنة .
376 - سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم :
أسلم يوم الفتح ، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا وأعطاه من غنائمها خمسين بعيرا ، وكان ممن يجدد أنصاب الحرم كل سنة معرفة بها حتى ذهب بصره في آخر خلافة رضي الله عنه . عمر
وتوفي بالمدينة في هذه السنة وهو ابن مائة وعشرين سنة .
[ ص: 276 ] 377 - سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود :
تزوجها السكران بن عمرو ، وأسلما وخرجا إلى الحبشة في الهجرة الثانية ، فلما قدم مكة توفي ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها فخطبها فتزوجها ، فهي أول امرأة تزوجها بعد ، وكان ذلك في رمضان سنة عشر من النبوة ، وبنى بها خديجة بمكة ، وكانت قد كبرت فأراد طلاقها ، فقالت : دعني أحشر في جملة أزواجك وليلتي . لعائشة
وقيل : إنه طلقها ، فلما قالت هذا راجعها .
وتوفيت في شوال هذه السنة بالمدينة .
378 - مرة بن شراحبيل الهمداني :
ويقال له : مرة الخير ، ومرة الطيب ، سمي ذلك لعبادته .
وروى عن أبي بكر ، ، وعمر وعلي ، . وكان كثير الصلاة تبين في وجهه وكفيه آثار الركوع والسجود . وابن مسعود
أخبرنا محمد بن أبي القاسم ، قال : أخبرنا ، قال : أخبرنا حمد بن أحمد أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا سعدان بن يزيد الهيثم بن جميل ، قال : حدثنا ، عن سفيان بن عيينة ، قال : عطاء بن السائب
كان مرة يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة ، فلما ثقل وبدن صلى أربعمائة ركعة ، وكنت تنظر إلى مباركه كأنها مبارك الإبل .
أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال : أخبرنا محمد بن هبة الله الطبري ، قال : أخبرنا ابن بشران ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا ابن صفوان أبو بكر القرشي ، قال : حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن عون ، قال : حدثني بكر بن محمد العابد ، قال : حدثنا الحارث الغنوي ، قال : [ ص: 277 ] سجد مرة الهمداني حتى أكل التراب جبهته ، فلما مات رآه رجل من أهله في منامه كأن موضع سجوده كهيئة الكوكب الدري يلمع . فقلت له : ما هذا الذي أرى بوجهك ؟ قال : كسى موضع السجود بأكل التراب له نورا ، قال : فما منزلتك في الجنة ؟ قال : خير منزلة ، دار لا ينتقل عنها أهلها ولا يموتون .
379 - النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث :
شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يؤتى به مرة بعد مرة في شرب النبيذ ، فقال رجل : اللهم العنه ، ما أكثر ما يشرب وأكثر ما يجلد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله " .
[ ص: 278 ]