[ ص: 146 ] القسم الرابع والعشرون مصدر " ذيل " للمبالغة ، وهي لغة : جعل الشيء ذيلا للآخر ، واصطلاحا : أن يؤتى بعد تمام الكلام بكلام مستقل في معنى الأول ; تحقيقا لدلالة منطوق الأول أو مفهومه ; ليكون معه كالدليل ; ليظهر المعنى عند من لا يفهم ، ويكمل عند من فهمه . التذييل
كقوله تعالى : ذلك جزيناهم بما كفروا ( سبأ : 17 ) ثم قال عز من قائل : وهل نجازي إلا الكفور ( سبأ : 17 ) أي : هل يجازى ذلك الجزاء الذي يستحقه الكفور إلا الكفور ; فإن جعلنا الجزاء عاما كان الثاني مفيدا فائدة زائدة .
وقوله : وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ( الإسراء : 81 ) .
وقوله : وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ( الأنبياء : 34 ) .
وقوله : والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ( فاطر : 13 - 14 ) .
فقوله : ولا ينبئك مثل خبير ( فاطر : 14 ) تذييل لاشتماله على . . .
وقوله : فاستكبروا وكانوا قوما عالين ( المؤمنون : 46 ) .
وقوله : فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ( الأعراف : 133 ) .
وجعل القاضي أبو بكر في كتابه " الإعجاز " منه قوله تعالى : إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ( القصص : 4 ) .
وقوله : فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ( القصص : 8 ) .
[ ص: 147 ] ويحتمل أن يكون من التعليل .
وقوله : إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ( الزخرف : 22 ) فقوله : ( وكذلك ) ( الزخرف : 23 ) تذييل ; أي : فذلك شأن الأمم مع الرسل ، وقوله : ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير ( الزخرف : 23 ) تفسير للتذييل جعل التذييل هنا من التفسير .