وهو أنواع :
الأول
تغليب المذكر
كقوله تعالى : وجمع الشمس والقمر ( القيامة : 9 ) غلب المذكر ؛ لأن الواو جامعة ؛ لأن لفظ الفعل مقتض ، ولو أردت العطف امتنع .
وقوله : وكانت من القانتين ( التحريم : 12 ) .
وقوله : إلا امرأته كانت من الغابرين ( الأعراف : 83 ) والأصل " من القانتات والغابرات " فعدت الأنثى من المذكر بحكم التغليب .
هكذا قالوا ؛ وهو عجيب ؛ فإن العرب تقول : نحن من بني فلان ؛ لا تريد إلا موالاتهم ، والتصويب لطريقتهم ؛ وفي الحديث الصحيح في الأشعريين : فقوله سبحانه : هم مني وأنا منهم من القانتين ( التحريم : 12 ) ولم يقل : " من القانتات " إيذانا بأن وضعها في العباد جدا واجتهادا وعلما وتبصرا ، ورفعة من الله لدرجاتها في أوصاف الرجال القانتين وطريقهم . ونظيره ، ولكن [ ص: 370 ] بالعكس قول عقبة بن أبي معيط لأمية بن خلف لما أجمع القعود عن وقعة بدر ؛ لأنه كان شيخا فجاء بمجمرة ، فقال : يا أبا علي استجمر ، فإنما أنت من النساء . فقال : قبحك الله ، وقبح ما جئت به ، ثم تجهز .
ونازع بعضهم في ذلك من وجه آخر فقال : يحتمل ألا تكون " من " للتبعيض بل لابتداء الغاية ، أي : كانت ناشئة من القوم القانتين ؛ لأنها من أعقاب هارون أخي موسى عليه السلام .