في لاستعمال اللفظ في غير ما وضع له . أنها قسم من أقسام المجاز ؛
وقال الإمام فخر الدين : ليس بمجاز لعدم النقل . وفي الحقيقة هي تشبيه محذوف الأداة لفظا وتقديرا ، ولهذا حدها بعضهم بادعاء معنى الحقيقة في الشيء مبالغة في التشبيه ؛ كقولهم : انشقت عصاهم ؛ إذا تفرقوا ، وذلك للعصا لا للقوم ، ويقولون : كشفت الحرب عن ساق .
ويفترقان في أن التشبيه إذا ذكرت معه الأداة فلا خفاء أنه تشبيه ، وإن حذفت فهذا يلتبس بالاستعارة ، فإذا ذكرت المشبه كقولك : زيد الأسد . فهذا تشبيه بليغ ، كقوله تعالى : صم بكم عمي ( البقرة : 18 ) إن لم يذكر المشبه به فهو استعارة ، كقوله :
لدى أسد شاكي السلاح مقذف له لبد أظفاره لم تقلم
[ ص: 485 ] فهذه استعارة نقلت لها وصف الشجاع إلى عبارة صالحة للأسد ، لولا قرينة السلاح لشككت هل أراد الرجل الشجاع أو الأسد الضاري ؟