الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الثاني

في أنها قسم من أقسام المجاز ؛ لاستعمال اللفظ في غير ما وضع له .

وقال الإمام فخر الدين : ليس بمجاز لعدم النقل . وفي الحقيقة هي تشبيه محذوف الأداة لفظا وتقديرا ، ولهذا حدها بعضهم بادعاء معنى الحقيقة في الشيء مبالغة في التشبيه ؛ كقولهم : انشقت عصاهم ؛ إذا تفرقوا ، وذلك للعصا لا للقوم ، ويقولون : كشفت الحرب عن ساق .

ويفترقان في أن التشبيه إذا ذكرت معه الأداة فلا خفاء أنه تشبيه ، وإن حذفت فهذا يلتبس بالاستعارة ، فإذا ذكرت المشبه كقولك : زيد الأسد . فهذا تشبيه بليغ ، كقوله تعالى : صم بكم عمي ( البقرة : 18 ) إن لم يذكر المشبه به فهو استعارة ، كقوله :


لدى أسد شاكي السلاح مقذف له لبد أظفاره لم تقلم

[ ص: 485 ] فهذه استعارة نقلت لها وصف الشجاع إلى عبارة صالحة للأسد ، لولا قرينة السلاح لشككت هل أراد الرجل الشجاع أو الأسد الضاري ؟

التالي السابق


الخدمات العلمية