3- الثقافات في تايلاند:
تشكلت الثقـافة التـايلاندية، بشـكل عـام، نتيجـة تفـاعل عدة عوامل، منها المعتقدات الدينية في المقام الأول، عن طريق الروحانية والهندوسية والبوذية.. وتأثرت الهوية الثقافية، بشكل كبير، بثقافات الهند القديمة والصين وكمبوديا، وثقافات جنـوب شرق آسيا، نتيجة التعامل التجاري والنزاعات والحروب السابقة؛ فضلا عن كثيـر من الهـجرات من الصين والهنـد. أما جـنـوب تايـلاند، فقد تأثر بالحضارة الإسلامية.
وتعود الثقافة التايلاندية إلى آلاف السنين، حيث تشكل مفاهيم مثل احترام (الغير)، واحترام المسنين والهرمية والطاعة والهدوء النفساني أمورا في غاية الأهمية في المجتمع التايلاندي.
إلا أنـه طرأت بعـض التغـيرات على هـذه المفـاهيم بتـأثير مـن الغرب والدول المجاورة.
[ ص: 103 ]
ويتعامل التايلانديون باهتمام كبير مع الرأس، الذي يعتبر عضوا مقدسا ويحتقرون الأقدام. لذلك، فإن مداعبة رأس طفل، مثلا، أمر غير مقبول، وتوجيه القدم إلى تمثال بوذا أو أي شخص هو إهانة حقيقية، لذلك فهم يجلسون دائمـا أمام تمثال بوذا برجلين متقاطعتين.
كما أن احترام المسنين أمر بالغ الأهمية في الثقافة التايلاندية، حيث تتقرر مكانة الشخص الهرمية بحسب السن والجنس والمكانة الاقتصادية (حسب هذا الترتيب). ولذلك فإن الشاب يتوجه دائمـا إلى شخص بالغ بكلمة "نوب نوم" أولا والتي تعبر عن الاحترام له.
وعلى رأس هرمية الاحترام في تايلاند يقف بيت العائلة الملكية، ويتوقع التايلانديون أن يحافظ الغرباء أيضا على احترام ومكانة العائلة الملكية، حيث يمكن أن تفسر أي ملاحظة حول هذه العائلة على أنها إهانة، ولذلك من المحبذ الامتناع عن نقاشات حساسة في هذا الموضوع مع التايلانديين.
ورغم مزاج التايلانديين الانفعالي إلا أنهم يحافظون على هدوئهم معظم الوقت حتى أثناء النقاشات. كما أن الانفجارات الغاضبة أو القهقهات العالية تعتبر فلتانا يؤدي فورا إلى عدم الاحترام لهذا الشخص. ومع ذلك، فإن التايلانديين يؤمنون بالضحك والدعابة، اللذين يشكلان عمـادا من أعمدة ثقافتهم. ويميل التايلانديون إلى المزاح مع بعضهم بعضا، وأكثر الكلمات انتشارا وأهمية في التايلاندية هي كلمة "سوناك"، وهي كلمة تعبر عن الدعابة والمزاج الحسن؛ ونعت إنسان ما بأنه ليس سوناك (ماي سوناك) يشكل إهانة.
[ ص: 104 ]
التجارة والمفاصلة (المساومة) جزء أساس من الثقافة التايلاندية. ومن المهم إجراء المعاملات التجارية والمفاصلات على الأسعار وفقا لقواعد هذه الثقافة؛ فمثلا يجب إعطاء التاجر وبضاعته الاحترام، والامتناع عن المبالغات، كما يعتبر المزاح الجيد أمرا مساعدا في كل صفقة بيع وشراء. وفي غالب المرات يقوم التاجر في نهاية الصفقة بالتلويح بالأوراق النقدية من أجل طرد الأرواح السيئة، كما أن الصفقة الأولى في النهار تعتبر حظا جيدا لمـا تبقى منه، ولذلك من المحبذ إجراء المشتريات في الصباح.
ومعظم سكان تايلاند من القرويين، إذ تبلغ نسبة سكان القرى حوالي 64%، مـمـا يجعل ثقافة الشعب التايلاندي ثقافة تقليدية
[1] .
وثمـة اختلاف، من حيث البيئة الاجتمـاعية، بين شمـال وجنوب المملكة التايـلاندية، ففي شمـال تايلاند يبدو تأثير الثقافة البوذية واضحا في الحياة العامة للمجتمـع كله، ويتجلى ذلك بوضوح في عمـارة البيوت والمراكز الدينية، كما يظهر بوضـوح في مسجـد "كمـال الإسـلام" في بانكوك، ومسجد "كودي شوفا" في "أيوتيا".
أما في الجنوب فإن الوضع يختلف نظرا لانتشار الثقافة الملايوية والعربية، ويرجع ذلك إلى أن التواصل بين مسـلمي جـنوب تايـلاند والبلدان العربية أكثر
[ ص: 105 ] مما هـو عليه في الوسـط والشمـال؛ لأسباب تـاريخية وسيـاسية مختـلفة في كل من المنطقتين.
وعموما، فإن الثقافة التايلاندية ثقافة ذات خلفية دينية واضحة، حيث يدرس الكثير من التايلانديين ليصبحوا رهبانا عند وصولهم مرحلة النضج. الدين هـو أمر حساس جدا في تايـلاند، ويجـب الامتناع، مثـلا، عن كل ما من شأنه أن يفسر على أنه استخفاف ببوذا. وتؤمن الثقافة التايلاندية بوجود الأرواح، حيث تجد في كل بيت تقريبا ما يسمى "بيت الأرواح"، وهو ما يشبه بيتا مصغرا من المفترض أن يكون مسـكنا للأرواح في بيت العائلة. ويقـدم التايلانديون هدية كل يـوم للأرواح المـوجـودة في البيت، كما أن البيت يظـل نظيفـا دائمـا ويـكون في زاوية مظللة
[2] .
3- الثقافات في تايلاند:
تشكَّلتْ الثقـافة التـايلاندية، بشـكل عـام، نتيجـة تفـاعل عدة عوامل، منها المعتقدات الدينية في المقام الأول، عن طريق الروحانية والهندوسية والبوذية.. وتأثرت الهوية الثقافية، بشكلٍ كبير، بثقافات الهند القديمة والصّين وكمبوديا، وثقافات جنـوب شرق آسيا، نتيجة التعامل التّجاري والنزاعات والحروب السابقة؛ فضلًا عن كثيـر من الهـجرات من الصّين والهنـد. أمّا جـنـوب تايـلاند، فقد تأثر بالحضارة الإسلاميّة.
وتعود الثقافة التايلاندية إلى آلاف السنين، حيث تشكّل مفاهيم مثل احترام (الغير)، واحترام المسنين والهرمية والطاعة والهدوء النفساني أمورًا في غاية الأهمية في المجتمع التايلاندي.
إلا أنـه طرأت بعـض التغـيّرات على هـذه المفـاهيم بتـأثير مـن الغرب والدّول المجاورة.
[ ص: 103 ]
ويتعامل التايلانديون باهتمام كبير مع الرأس، الذي يعتبر عضوًا مقدّسًا ويحتقرون الأقدام. لذلك، فإنّ مداعبة رأس طفل، مثلًا، أمر غير مقبول، وتوجيه القدم إلى تمثال بوذا أو أي شخص هو إهانة حقيقيّة، لذلك فهم يجلسون دائمـًا أمام تمثال بوذا برجلين متقاطعتين.
كما أنّ احترام المسنين أمر بالغ الأهميّة في الثقافة التايلاندية، حيث تتقرّر مكانة الشخص الهرميّة بحسب السِّن والجنس والمكانة الاقتصادية (حسب هذا الترتيب). ولذلك فإنّ الشاب يتوجّه دائمـًا إلى شخص بالغ بكلمة "نَوْب نَوم" أوّلًا والّتي تعبّر عن الاحترام له.
وعلى رأس هرميّة الاحترام في تايلاند يقف بيت العائلة الملكيّة، ويتوقّع التايلانديّون أن يحافظ الغرباء أيضًا على احترام ومكانة العائلة الملكية، حيث يمكن أن تُفسر أي ملاحظة حول هذه العائلة على أنها إهانة، ولذلك من المحبّذ الامتناع عن نقاشات حسّاسة في هذا الموضوع مع التايلانديين.
ورغم مزاج التايلانديين الانفعالي إلاّ أنّهم يحافظون على هدوئهم معظم الوقت حتّى أثناء النقاشات. كما أنّ الانفجارات الغاضبة أو القهقهات العالية تعتبر فلتانًا يؤدّي فورًا إلى عدم الاحترام لهذا الشخص. ومع ذلك، فإنّ التايلانديين يؤمنون بالضّحك والدّعابة، الّلذين يشكّلان عمـادًا من أعمدة ثقافتهم. ويميل التايلانديون إلى المزاح مع بعضهم بعضًا، وأكثر الكلمات انتشارًا وأهميّة في التايلانديّة هي كلمة "سوناك"، وهي كلمة تعبّر عن الدّعابة والمزاج الحسن؛ ونعت إنسان ما بأنّه ليس سوناك (ماي سوناك) يشكّل إهانة.
[ ص: 104 ]
التجارة والمفاصلة (المساومة) جزء أساس من الثقافة التايلانديّة. ومن المهم إجراء المعاملات التجارية والمفاصلات على الأسعار وفقًا لقواعد هذه الثقافة؛ فمثلًا يجب إعطاء التاجر وبضاعته الاحترام، والامتناع عن المبالغات، كما يعتبر المزاح الجيّد أمرًا مساعدًا في كلّ صفقة بيع وشراء. وفي غالب المرّات يقوم التاجر في نهاية الصّفقة بالتلويح بالأوراق النقدية من أجل طرد الأرواح السيئة، كما أنّ الصّفقة الأولى في النّهار تعتبر حظًّا جيّدًا لمـا تبقّى منه، ولذلك من المحبّذ إجراء المشتريات في الصّباح.
ومعظم سكّان تايلاند من القرويّين، إذ تبلغ نسبة سكّان القرى حوالي 64%، مـمـّا يجعل ثقافة الشّعب التايلاندي ثقافة تقليديّة
[1] .
وثمـّة اختلاف، من حيث البيئة الاجتمـاعيّة، بين شمـال وجنوب المملكة التايـلانديّة، ففي شمـال تايلاند يبدو تأثير الثقافة البوذيّة واضحًا في الحياة العامّة للمجتمـع كلّه، ويتجلّى ذلك بوضوح في عمـارة البيوت والمراكز الدينيّة، كما يظهر بوضـوح في مسجـد "كمـال الإسـلام" في بانكوك، ومسجد "كودي شوفا" في "أيوتيا".
أمّا في الجنوب فإنّ الوضع يختلف نظرًا لانتشار الثقافة الملايويّة والعربيّة، ويرجع ذلك إلى أنّ التّواصل بين مسـلمي جـنوب تايـلاند والبلدان العربيّة أكثر
[ ص: 105 ] ممّا هـو عليه في الوسـط والشّمـال؛ لأسباب تـاريخيّة وسيـاسيّة مختـلفة في كلٍّ من المنطقتين.
وعمومًا، فإنّ الثقافة التايلانديّة ثقافة ذات خلفية دينيّة واضحة، حيث يدرس الكثير من التايلانديين ليصبحوا رهبانًا عند وصولهم مرحلة النّضج. الدّين هـو أمر حسّاس جدًّا في تايـلاند، ويجـب الامتناع، مثـلًا، عن كل ما من شأنه أن يُفسّر على أنّه استخفاف ببوذا. وتؤمن الثقافة التايلاندية بوجود الأرواح، حيث تجد في كلّ بيت تقريبًا ما يسمى "بيت الأرواح"، وهو ما يشبه بيتًا مصغّرًا من المفترض أن يكون مسـكنًا للأرواح في بيت العائلة. ويقـدّم التايلانديون هديّة كلّ يـوم للأرواح المـوجـودة في البيت، كما أنّ البيت يظـلّ نظيفـًا دائمـًا ويـكون في زاوية مظلّلة
[2] .