الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  - التواصل في شهر رمضان المبارك:

                  يعتبر شهر رمضان المبارك من أهم جسور التواصل بين مسلمي تايلاند، على المستوى المحلي.

                  وتختلف مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان المبارك في مملكة تايلاند عن مظاهر الاحتفاء في الدول الإسلامية، بحكم طبيعة البلاد، التي تميل إلى الحرية والانفتاح بشكل كبير؛ بالإضافة إلى اختلاف العادات والتقاليد عن واقع المجتمع الإسلامي المنضبط بتعاليم يدركها المسلم لتجنب مبطلات الصوم والاتجاه نحو عبادة الله عز وجل .

                  فالمسلمون في تايلاند يستقبلون نفحات الشهر الكريم بالفرح والسرور عبر احتفالات يقيمونها فور الإعلان عن ثبوت رؤية هلال شهر رمضان في سماء العاصمة بانـكوك من قبل مجلس شيخ الإسلام والذي يعد بمثابة المفتي، أو وزارة الأوقاف للمسلمين التايلانديين، الذين ينتشرون في مدن ومناطق وقرى تايلاند المختلفة؛ حيث يشهد المركز الإسلامي والمساجد الأخرى والمصليات، التي تتجاوز أعدادها (1,000 مسجد ومصلى) في أنحاء تايلاند مظاهر الاحتفالات الدينية عبر توزيع الأطعمة المختلفة على المسلمين، وإقامة صلاة التراويح، معلنين استعدادهم لدخول شهر الصوم [1] . [ ص: 152 ]

                  وإذا كان لكل بلد ميزتـها، فإن "رمضـان في فطاني له رونقه الخاص من حيث الإفطـار الجمـاعي، والتواصل الاجتماعي، وتتميز العشر الأواخر بالاعتـكاف؛ حيث تجد أن الجميع يعتكف في مئات المسـاجد كل أيام العشر" [2] .

                  إن الصيام ليس أداة لمعالجة المسلم كفرد مستقل ومنفصل عن الجماعة والأمة؛ بل هو منهج فردي يؤدى في إطار الجماعة، ليرقى بالفرد المسلم، ويجعل منه "إنسان الاستخلاف" ذا الإحساس التام بالأمة، فيعمل على نقلها من حال الكبوة التي هي عليها إلى حال "الارتقاء الحضاري"، التي تسعى إليها، والصيام يجزل للأمة العطاء في إحياء مشاعر وحدتها.

                  وجامعة فطاني، في أنشطتها ومناشطها، تسعى جاهدة في منهجية عملية لتجسيد شعار: (أمة واحدة) في حياة أهل السنة والجماعة، باعتبار أن الإسلام لم يحتف بشعيرة من العبادات كما احتفى بصوم رمضان، وخليق بهذا الاحتفاء أن تكون الدعوة والتوعية إلى الخير في شهر رمضان الفضيل، بتضافر القلوب الرحيمة لتتآلف كالجسد الواحد [3] ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر [ ص: 153 ] الأعضاء بالسهر والحمى، لذا فإن من يطعم إخوانه وأقرباءه ومعارفه له أجر، سواء في رمضان، أو في غير رمضان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( في كل كبد رطبة أجر ) [4] .

                  ويختص الإطـعـام في رمـضـان بفضيلة إفطار الصائم؛ دون التقيد بشرط افتراض فقر الصائم؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا ) [5] ، ثم إن الشرع يرغب ويدعو إلى كل ما من شأنه أن يقوي أواصر الأخوة بين المسلمين جميعا.

                  من أجل هذا تقيم مؤسسة السلام بجامعة فطاني مشروع إفطار الصائم، وتسعى من خلاله إلى توفير موائد إفطار الصائمين في أجواء من المحبة الإيمـانية والمودة الأخوية؛ تتخللها جرعات دعوية وتوعوية نحو تجسيد أمة واحدة.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية