الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  أ- رسالة جامعة فطاني:

                  ويمكن اختزال رسالة جامعة فطاني في أربعة محاور رئيسة:

                  - التعليم:

                  بدأت الجامعة مهامها ورسالتها الأكاديمية للمرحلة الجامعية في كلية الدراسات الإسلامية والقانون، بدعم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، وفي كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، بعلومها المختلفة، من ضمنها الاقتصـاد والعـلوم الإدارية، بدعـم مبرة منابع الخـير بدولة الكويت؛ ثم بادرت الجامعـة، بعـد خطتها الخمـسية الأولى، بفتـح برنامج الدبلوم العـالي الـتـربوي.

                  وبدعم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر تم إنشاء كلية الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني للعلوم والتكنولوجيا، التي حازت على ثقة [ ص: 132 ] الوكالة الوطنية لتنمية العلوم والتكنولوجيا بتايلاند (National Science & Technology Development Agency) [1] .

                  ثم كان طرح برنامج درجة المـاجستير لمرحلة الدراسات العليا؛ تلبية لمتطلبات تأهيل الكوادر العلمية من الأقلية المسلمة بالأدوات والمؤهلات التربوية لولوج الميادين التربوية في المدارس الحكومية والمدارس الإسلامية الأهلية، وتوفير الأيدي العاملة المسلمة لشغل الوظائف والأعمال في سوق العمل بتايلاند.. وحرصا من الجامعة على تعايش مخرجاتها مع (الآخر) في سوق العمل التايلاندي، فقد طرحت على طلبتها أثناء دراستهم الجامعية بها مادة إجبارية (دراسات إسلامية في السلم والسلام)؛ ضمن متطلبات المواد الأساسية لكافة التخصصات في الجامعة.

                  وفي خطتها الخمسية الثانية، أنشأت الجامعة كلية التربية، بدعم من بيت الشارقة الخيري، بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ لاستقطاب وتأهيل الطلبة المتميزين لدراسة التربية الإسلامية؛ بغية التحاقهم بسوق العمل في تايلاند في الميدان التربوي، ثم باشرت الجامعة بطرح برنامج المـاجستير في الشريعة، والتاريخ والحضارة الإسلامية، وماجستير في اللغة العربية وآدابها، كذلك ماجستير في العلوم السياسية. [ ص: 133 ]

                  وفي بداية خطتها الخمسية الثالثة؛ طرحت الجامعة برنامج الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والقانون، والدكتوراه في اللغة العربية وآدابها للعام الجامعي 1435\1436هـ.

                  ولم يكن طلبة الجامعة من أبناء مسلمي تايلاند المحليين فحسب، بل احتضنت الجامعة الطلبة الوافدين من أربع عشرة دولة: الصين، كمبوديا، فيتنام، لاوس، ماليزيا، إندونيسيا، إيران (عرب الأهواز)، باكستان، مصر، السودان، فرنسا، السويد، أستراليا، وأمريكا؛ حيث ينزلون في مباني الإسكان الجامعي الداخلي، الذي شيدته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في دولة قطر، إلى جانب وقف بعض الخيرين.

                  وقد تخرج فيها إحدى عشرة دفعة طلابية، حملت جنسيات تايلاندية وصينية وكمبودية وكازاخستانية وماليزية وسويدية، على مدى الأعوام الجامعية (2002- 2013م)؛ وتتجاوز إحصائية طلبتها حاليا الأربعة آلاف طالب وطالبة، موزعين على ثلاث مراحل أكاديمية: الليسانس والدبلوم العالي التربوي والمـاجستير، من ضمنهم قرابة المـائتين من الطلبة الوافدين.

                  - البحث العلمي:

                  بموجب قرار إدارة التعليم العالي التابعة لوزارة التربية والتعليم بتايلاند رقم ( 179 / 2547 ) تم تعيين أعضاء رابطة البحث العلمي لمؤسسات التعليم العالي لجنوب تايلاند، وتهدف الرابطة لبناء العملية التربوية والتعليمية، وتحفيز البحوث العلمية، وتسخير التقنيات الحديثة لتنمية المجتمع، فكريا وثقافيا [ ص: 134 ] واجتماعيا واقتصاديا. وتضم الرابطة ثماني مؤسسات للتعليم العالي، كلها حكومية إلا جامعتين أهليتين: جامعة هادياي، وجامعة فطاني.

                  وتضم جامعة فطاني مركز البحوث العلمية ومكتبة دولة الكويت العامة ومركز تقنية المعلومات [2] .

                  وقد انضمت الجامعة مؤخرا لرابطة تأسيس منظومة مؤسسات التعليم العالي للتقييم الخارجي لجودة التعليم الشاملة، وكذلك اتحاد الجامعات التايلاندية خلال العام الجامعي 2013م.

                  - مؤسسة السلام:

                  كان تأسيس مؤسسة السلام، بقرار من مجلس أمناء الجامعة في اجتماعه للدورة الحادية والعشرين ( 3 / 2006 )؛ وتعادل كلية أكاديمية بالجامعة، وهي تأتي ضمن رسالة الجامعة ومهامها تجاه المجتمع، حيث تسعى للعمل على تقديم الخدمات العلمية والبحثية والمجتمعية وتنمية الثقافة والتراث الإسلامي، [ ص: 135 ] كما تحرص على نشر الرؤى والأفكار والدراسات والبحوث العلمية بشأن السلام، وفق التعاليم الإسلامية، وتنظيم الحوارات الحضارية، وإقامة الندوات والدورات لإيجاد المجتمع الآمن والتعايش السلمي، لسلامة الدنيا والآخرة.

                  ومن المناشط، التي تقوم بها مؤسسة السلام بالجامعة، الدعوة إلى الحوار الحضاري بين أتباع الديانات والحضارات، في مجتمعات متعددة الثقافات؛ أهمها: الإسلام والنصرانية والبوذية والهندوسية والسيخ، باعتبار الحوار من أهم وسائل الدعوة الإسلامية؛ حيث يترأس رئيس الجامعة، عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، مجلس التعاون بين الأديان للسلام في تايلاند The Inter-religious Council for Peace in Thailand (IRCPT)

                  [3] .

                  - إحياء التراث الإسلامي والفنون والثقافة الوطنية:

                  تشارك جامعة فطاني بمختلف آلياتها وأدواتها الأكاديمية في المناسبات والاحتفالات والمهرجانات الثقافية والتراثية، التي تنظمها المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية والثقافية والتراثية على مستوى مناطق الولايات الحدودية الجنوبية؛ بله على مستوى مملكة تايلاند.

                  كما تجاوزت مشاركة الجامعة حدودها الجغرافية المحلية إلى العالمية؛ بالمشاركة في مؤتمرات وندوات ثقافية على مستوى آسيا والعالم الإسلامي. [ ص: 136 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية