الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  1- الديانات والعقائد:

                  يعتنق حوالي 94,6% من السكان البوذية، وفقا لإحصاء عام (2000) [1] ، وهـم عـلى مذهـب "ثيرافادا". ويمثـل المسلمون ما نسبته 4,6% [2] ، بينما توجد أقلية هندوسية، وتسكن غالبا في المدن الكبرى، بينما تمثل النصرانية 0,7% من السكان وهي ذات تاريخ طويل في تايلاند؛ حيث قدم المبشرون الأوروبيون في عام1550م. وتشرف الدولة حاليا على المؤسسات التربوية والاجتمـاعية المسيحيـة، وتوفر مبالغ رمزية لبرامج الجماعات المسيحية، كما يوجد أتباع للديانة السيخية. [ ص: 93 ]

                  وقد كان وصول الهندوسية والبوذية إلى هذه المنطقة قبل مجيء الإسلام.

                  وشعوب الملايو، بشكل عام، لهم ارتباط وثيق بالعقائد والخرافات القديمة، التي تتمثل في الاعتقاد بأن هناك قوة غائبة خارقة في بعض الذوات، تسمى (داينـاميسـمـا Dynamism)، وكذلك اعتقـادهم بـأن لـكل شـيء روحـا أو حاسة تملك القوة والنفوذ والتأثير في معاشهم وحياتهم، يجب عليهم أن يخضعوا لها، ويسمى هذا الاعتقاد بـ (أنيميسمـا Animism)، لقد أثرت هذه الخرافات في الشعب، فأدت إلى انتشار الموبقات كالسحر، والرقية الشركية، والكهانة، وعبادة الأرواح والعفاريت، وتعظيم وتقديس أرواح الأجداد.

                  ويرجع تاريخ وصول الهندوسية إلى إقليم فطاني بجنوب تايلاند، بحسب بعض الباحثين، إلى حوالي عام 200م، بينمـا بدأت البوذية تنتشر في المنطقة في عام 420م تقريبا، واستطاعت هاتان الديانتان التداخل والتشارك في التقاليد والعادات، بعامل التشابه والاختلاط، حتى يمكن الحديث عن ديانة تسمى (الهندوبوذية).

                  ازدهرت (الهندوبوذية) ازدهارا قويا أيام مملكة (لانجا سوكا)، في حوالي القرن السـابع للميلاد، وتعتبر (لانجا سوكا) امتدادا للمملكة البوذية العظمى في جنوب شرق آسيا، آنذاك، التي تسمى (سري فيجايا) ومقرها في (فاليمبنج) بإندونيسيا [3] . [ ص: 94 ]

                  ويؤكد بعض الباحثين أن (لانجا سوكا) هي الدولة الملايوية، قبل تحولها إلى فطاني في القرن الثالث عشر الميلادي [4] .

                  ويمكن تفصيل القول حول الديانات في تايلاند، باستثناء الإسلام، حيث سبق الحديث عنه، باعتباره المحور الأساس لهذا الكتاب، على النحو الآتي:

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية