الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  2- حضور.. وانتشار:

                  وبشكل عام، فإن المسلمين اليوم يشكلون حضورا وانتشارا ملحوظا في تايلاند؛ فهم موجودون في كل أنحاء المملكة، بنسب متفاوتة كالتالي:

                  أ- حوالي 1% من المسلمين حديثي عهد بالإسلام في المنطقة الشمالية (محافظتي شيانجماي [1] وشيانجراي)، وهؤلاء نتاج الدعوة الإصلاحية من أهل السنة والجماعة، مسلمي الجنوب



                  [2] .

                  وهناك وجود إسلامي بدأ يظهر مؤخرا، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001م، في محافظة كون كين، وهي إحدى المحافظات الشمالية الشرقية على الحدود مع دولة لاوس. [ ص: 76 ]

                  ب- حوالي 4% من المسلمين في المنطقة الوسطى (بانكوك وضواحيها)، وهم نتاج التهجير القسري لمسلمي فطاني في المـاضي؛ بيد أنهم استطاعوا الحـفـاظ عـلى هـويـتـهم الإسـلاميـة، بل وأثـروا في المجتمـع، وهم يدعون أفـراده وجـمـاعـاتـه إلى الإسلام؛ فهم نتاج التبادل الثقافي والحضاري والمـعـرفي والتـجـاري مع المسلمين غير التايلانديين؛ الذين كانوا عامل نـقل للحـضارة والثـقـافة الإسلاميـة إلى المحـور المركـزي لـ (تايلاند)، وفيهم كثير من ذوي الاتجاهات الفكرية المتعددة.

                  ج- حوالي 80 % من المسلمين يسكنون في منطقة جنوب تايلاند [3] ، بمحافظاتها الحالية: فطاني، جالا، نارتيوات، ستول، وجزء من سونجكلا. وهناك المحافظات الجنوبية الأعلى، التي يقطنها نسبة لا بأس بها من المسلمين، وهي: محافظة فوكيت، كرأبي، فغغا، فتلونج، ناكورن سري تممارات [4] ، سورات تاني، وترانج.

                  ويمكننا القول بشكل آخر: ثمة محافظات ذات أغلبية من المسلمين، وفيها معالم إسلامية بارزة كالمساجد والمطاعم الإسلامية ومقابر المسلمين، وتظهر فيها العادات والتقاليد الإسلامية أكثر من غيرها، ومن هذه المحافظات: [ ص: 77 ] ناراتيوات (Narathiwat)، فطاني (Pattani)، جالا (Yala)، ستول (Satul)، أيوتيا (Ayutaya)، نون تابوري (Nonthaburi)، فاتوم تاني (Phatumthani)، بانكوك ياي ( Bangkok Yai).

                  وبشكل عام، يتوزع المسلمون على أكثر من ثلاث وثلاثين محافظة من محافظات مملكة تايلاند، لكن معظمهم يتركزون في منطقتين رئيستين، هما فطاني، التي تقع في المنطقة الجنوبية، وحول العاصمة بانكوك في المنطقة الوسطى. ويرجع سبب ذلك إلى أن المنطقة الجنوبية كانت مملكة إسلامية مستقلة منذ القرن التاسع الهجري إلى أن ضمتها تايلاند إليها سنة 1902م، كمـا أن السلطات التايلاندية قامت بتهجير حوالي 140 ألف من مسلمي الجنوب إلى أطراف العاصمة بانكوك من أجل تخفيف كثافة المسلمين في المناطق الجنوبية، وعلى عكس ذلك تم نقل حوالي 4,000 تايلاندي بوذي إلى الجنوب في عهد الملك فرانانج كلاو (Phra Nang Klao) (1851- 1874م)

                  [5] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية