الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  2- سكان إقليم فطاني:

                  يتكون سكان الإقليم من العناصر الآتية:

                  أولا: عنصر الملايويين، وهم سكان البلاد الأصليين، الذين يرجعون إلى العنصر الملايوي، ونسبتهم حاليا تزيد على 80 % [1] ، كلهم يدينون بالإسلام.. وسكان فطاني حوالي ثلاثة ملايين ونصف، عدد المسلمين بينهم 2,8 مليون.

                  ويتكلمون اللغة الملايوية المعروفة بـ (الجاوية)، التي تكتب بالحروف العربية [2] ، وبها كثير من الكلمات العربية.

                  ثانيا: عنصر السياميين، وهو العنصر الثاني للمجتمع الفطاني، ويدينون بالديانة البوذية، ويتكلمون اللغة التايلاندية، وهي اللغة الرسمية في البلاد حاليا. ويختلف السياميون عن الملايويين في كثير من الأمور، في تركيب لغتهم وثقافتهم وتقاليدهم وغيرها.

                  ثالثا: العنصر الصيني، هو العنصر الثالث للمجتمع الفطاني، وليس لهذا العنصر ديانة معينة، بل له ديانات مختلفة أغلبها يميل إلى البوذية، وذلك نتيجة لاختلاط الصينيين ومصاهرتهم السياميين البوذيين، وعلى هذا نجد [ ص: 60 ] كثيرا منهم غير متدينين، ويختلف الصينيون عن الملايويين في تقاليدهم، وهم يتكلمون اللغة الكانتونية، الهوكانية، والنيوسوية [3] . بالإضافة إلى اللغة التايلاندية، إذ إن معظم الشباب الصينيين الحاليين يتخاطبون باللغة السائدة، وهي اللغة الحكومية (التايلاندية)؛ بوصفها لغة ثانية، أكثر من لغتهم الأم المذكورة.

                  رابعا: عناصر أخرى؛ وهي عناصر المهاجرين من بلاد الهند وماجاورها، يدينون بالإسلام، وبعضهم يدين بالهندوسية، ويتكلمون بالأردية [4] ، من غير اللهجات الهندية، وعددهم قليل جدا؛ غير أنهم يعيشون في المدن، ويعملون في المجالات التجارية.

                  وثمة عنصر عربي، يـدين بالإسـلام، وهـم الذين هاجـروا من جنوب شبه الجزيرة العـربية واستـقروا هناك، ويتـكلمون لغتـهم الأم وهـي العربية، غير أن الجيـل الجـديد منهم يفضلون اللغـة التايلاندية، ثم المـلايوية لظـروفهم الاجتماعية والاقتصادية البعيدة عن الجو العربي الأصيل، والبيئة العربية الراقية [5] . [ ص: 61 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية