الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  2- الخطاب الدعوي:

                  يشكل الخطاب الدعوي أفقا مهما من آفاق البعد الثقافي والفكري لمسـلمي تايلاند؛ وهنـاك أكثر من جهة تتصـدى لمسـؤولية هـذا الخطـاب، من أهمها:

                  أ- جماعة التبليغ:

                  للدعوة الإسلامية بواسطة جمـاعة التبليغ تأثير واضح على مجتمع مسلمي تايلاند، منذ أن دخلت هذه الجماعة إلى جنوب تايلاند في مطلع عام 1980م، عبر ولاية كلنتن المـاليزية، المجاورة لمحافظة ناراتيوات الجنوبية، حيث تم تأسيس أول مركز لهذه الجماعة في مديرية سوغي كولوق، المحاذية الحدودية مع رنتاو فنجغ - كلنتن.

                  وقد استقبلت هذه الجماعة بحرارة من قبل قاطني المحافظات الثلاث (فطاني، جالا، وناراتيوات).

                  وكان من الطبيعي أن الحكومة التايلاندية من جانبها لم تعترض طريق هذه الجمـاعة، لأن أنشطتها لا تمس ولا تضر بأمن الدولة، حتى غدت جماعة التبليغ أكبر جماعة دعوية إسلامية في تايلاند، بعيدا عن الاصطدام مع مؤسسات الدولة؛ وقد عقدت الجماعة أول اجتماع عالمي لها، في عام 1982م، وكان بحضور أمير عام للجماعة من الهند، حيث انعقد في معسكر [ ص: 115 ] الجيـش (سرينتهـون) بمحـافظة فطاني.. وانتقل مركزها في مديرية سوغي كولـوق إلى مدينـة جـالا، ويعتـبر هـذا المركز أكبر مـركز عـلى مستـوى آسيا - المحيط الهـادي، ويعـد المسجد في حي هذا المركز من أكبر المساجد في تايلاند [1] .

                  ب- الدعوة السلفية:

                  دخلت الدعـوة السـلفية إلى تايلاند مع عودة المتخرجين، الذين درسوا في الخارج، ولاسيما في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والمعاهد التابعة لها، منـذ أواخر القـرن الرابع عشـر الهجري، وجامعة أم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

                  وحظيت هذه الدعوة بقبول ونجاح كبيرين بفضل النشاط والجهود المكثفة لرواد هذه الحركة، في مجال العقيدة وتنقية مفهومها والعناية بتعليم العامة وتثقيفهم ولفت أنظارهم إلى أهمية البحث عن الدليل، كما أن لهم جهودا في القضاء على البدع والخرافات، التي كانت منتشرة بسبب الجهل والتخلف، ومطالبة المسلمين بالرجوع إلى ما كان عليه المسلمون في الصدر الأول [2] . [ ص: 116 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية