الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  3- الجامعات:

                  أدركت الحكومة التايلاندية أهمية التعليم، وحفزت جميع مواطنيها، على اختلاف الفئات والمستويات، للسعي لطلب العلم، حرصا منها على النقلة التعليمية النوعية، وتطوير عمليتها بمواصفات الجودة العالمية على نطاق أوسع لتشمل كافة الشعب.

                  لقـد تنامـت عمـلية تدريس العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية والعربية في المنطقة الإقليمية لجنوب شرقي آسيا، عبر الحقب التاريخية المختلفة، منـذ أن كان التعـليم الدينـي الشـرعي يتم عبر مؤسسات التعليم التقليدي غير النظامي، ابتداء من تعليم القرآن الكريم في البيوت ثم الكتاتيب، حيث ينهل منه عامة طلبة العلم وأهالي الحواضر والقرى المجاورة لهذه الكتاتيب منذ عهد من الزمن.

                  ولقد حفل السجل التاريخي لمنطقة (فطاني وما جاورها)، بالازدهار العلمي والثقافي، وكثر أبناؤها الذين يستقون الدروس الدينية في رحاب الحرم المكي، فغدت هذه المنطقة معروفة بـ "رحبة مكة"، ونشر أولئك العلوم [ ص: 126 ] الإسلامية في هذه الكتاتيب، ومع مرور الزمن وبتطور الأنظمة التعليمية والاجتمـاعية في حقبـة العولمـة تطور هـذا التعليم التـقليدي غـير النظـامي -كما سبقت الإشارة- إلى مدارس أهلية إسلامية حديثة، تحمل على عاتقها مسؤولية العملية التعليمية بمنهاج متكامل، وحدثت طفرة سنوية على مستوى تخريج طلبة المرحلة الثانوية، مع تضاؤل فرص مواصلتهم الدراسة الجامعية في العالمين العربي والإسلامي شيئا فشيئا.

                  فكان لا بد من التفكير بإنشاء مؤسسات للتعليم العالي، وكان أول بوادر التعليم العالي الإسلامي الأهلي في المنطقة، هو إنشاء معهد الإعداد الإسلامي في محافظة جالا عام1987م..

                  وبفضل الله وتوفيقه، ثم بجهود متواضعة من رموز التعليم الإسلامي في هذه المنطقة، من علماء وحاملي درجة الدكتوراه والدراسات العليا في الجامعات الإسلامية للعالمين العربي والإسلامي؛ خصوصا من جامعات المملكة العربية السعودية وجامعة الأزهر الشريف، تم إنشاء كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأمير سونجكلا ناكرين الحكومية شطر فطاني منذ عشرين عاما.

                  ثم أنشئت الكلية الإسلامية بجالا، بدعم مـادي من البنك الإسلامي للتنمية (المؤسسة المـالية المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي)، التي ارتقت، فيما بعد، إلى جامعة جالا الإسلامية، تحت إشراف المؤسسة الخيرية الإسلامية [ ص: 127 ] للتعليم العالي بجنوب تايلاند [1] ، وتمثل هذه الجامعة جناح التعليم العالي الإسلامي الأهلي، ثم تمخضت مؤخرا برامج الدراسات الإسلامية والعربية في مؤسسات التعليم العالي، الحكومية والأهلية، على حد سواء؛ نحو: كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأمير سونجكلا ناكرين - فطاني الحكومية، وقسم [ ص: 128 ] الدراسات الإسلامية لتطوير الأعمال بجامعة راج فهات الحكومية في محافظة جالا، وأكاديمية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة ناراتيوات راج ناكرين الحكومية بمحافظة ناراتيوات.

                  وهناك مادة الدراسات الإسلامية في قسم اللغة التايلاندية واللغات الشرقية، في كلية العلوم الإنسانية بجامعة رام كمهينج الأهلية المفتوحة ببانكوك، وقسم الدراسات الإسلامية في جامعة كاسيم بنديت الأهلية ببانكوك، وقسم الدراسات الإسلامية للتنمية بجامعة كرونتيف تونبوري الأهلية، وفي جامعة رانج سيت الأهلية ببانكوك.

                  وتحظى العملية التعليمية الجامعية والدراسات العليا باهتمام كبير من قبل الدولة، في إطار خططها التنموية والاستراتيجية، إذ يبلغ عدد المؤسسات التعليمية الجامعية أكثر من 635 مؤسسة، منها 26 جامعة وكلية حكومية، و55 جـامعة وكلية أهليـة، تحـت إشـراف إدارة التعـليم العـالي بـوزارة التربية والتعليم.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية