الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  مسلمو تايلاند (التاريخ والمستقبل)

                  الأستاذ / محمد بن داود سماروه

                  4- مسلمو تايلاند على الخارطة السياسية:

                  تنتمي مملكة تايلاند في عهدها الحالي إلى عدد من المنظمات الدولية: الأمم المتحدة، مشروع كولومبو، حلف جنوب شرقي آسيا [1] ، حلف دول المحيط الهادي، دولة عضو مراقب في منظمة التعاون الإسلامي.

                  وينص الـدسـتور على أن كل مسـلم ولـد في تـايـلانـد، وفي أيـة بـقـعـة من الأراضي التايلاندية يعتبر مواطنا تـايـلانـديـا أصـيلا، له الحـقـوق والشـرف والحريـة طبقا للقوانين التـايـلانـديـة سـواء بسـواء، ولا فرق بين المواطنين أبدا. وتشمل هذه الحقوق أيضا ممارسة السياسة، واعتناق الديانة، التي يرغبها المواطن، وممارسة جميع الأعمال المشروعة. [ ص: 84 ]

                  وأما الحقوق المتعلقة بالقانون الخاص، بما في ذلك القانون المدني والتجاري، والقانون الخاص بالأراضي؛ فللمسلمين الحق في ذلك، مثل: حق الزواج، والميراث، وتملك العقارات، والمنقولات وغيرها.

                  كما أن الحكومة التايلاندية منحت لهم الحق في الاحتكام إلى قانون الأحوال الشخصية طبقا للشريعة الإسلامية ولعاداتهم وتقاليدهم الإسلامية، سواء في محافظات جنوب تايلاند، أو على مستوى تايلاند كلها.

                  كذلك فإن الحكومة التايلاندية أتاحت للمسلمين المشاركة في الحكم المحلي والوطـني، كما أتاحـت لهـم الفرصـة لممارسة وظائف عامة كأعضاء في مجالس القرى والبلديات، وحثتهم على ترشيح أنفسهم في الانتخابات العامة، والحصول على المناصب الحكومية، وشجعتهم على ممارسة الحكم المحلي، على مستوى المديرية، وعلى مستوى المحافظة.

                  وأما بالنسبة للمستوى الحكومي والوطني؛ فشجعتهم على ترشيح أنفسهم في الانتخـابات العامة؛ ليـكونوا أعضاء في مجـلس الشعب، وكذا أعضاء في مجلس الشيوخ.

                  كذا أعدت الحكومة التايلاندية برنامج دراسة اللغة الملايوية، باعتبار هذه اللغة من اللغات المحلية للموظفين الحكوميين، الذين يشتغلون في الوظائف الحكومية في محافظات جنوب تايلاند. [ ص: 85 ]

                  كما أوجدت إدارة العلاقات، للموظفين الحكوميين، تتبع لإدارة الحكومة بوزارة الـداخلية، تتحـمل المسـؤولية عن سياسـة الحكومة المتعلقة بجنوب تايلاند وأمنه [2] .

                  ويتضح من المرحلة السياسية الحالية أن المسلمين يتمتعون بشيء من الحرية في ممارساتهم الدينية والشؤون السياسية مثل بقية الشعب التايلاندي.

                  وهذا ما أتاح فرصة طيبة للعلماء والدعاة أن يقوموا بواجب الدعوة والتعليم؛ فأنشأوا المدارس والمراكز العلمية، والجمعيات الخيرية، ودور الأيتام، وقامت الحركات العلمية والدعوية في غالب مناطق تايلاند، منطلقة من محافظات الجنوب.

                  كما استغل العلماء الحاصلون على الدرجات العلمية من الجامعات الإسلامية هذه الفرصة، فهيأوا مجال التعليم العالي لأبناء المسلمين، فقاموا بإنشاء جامعة إسلامية بمحافظة جالا، وكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأمير سونجكلا ناكرين

                  [3] بمحافظة فطاني. [ ص: 86 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية