الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  أ- الإسلام في سيام الشمالية:

                  ينتمي شعب سيام الشمالية إلى قبيلة التهاي، التي وفدت من جنوب غرب الصين خلال القرن الثالث عشر الميلادي عندما طردها كوبلاي خان (Kublai khan) إمبراطور المغول من موطنها الأصلي في جبل أنتاي (Antai) في أراضي الصين الحالية، واتـخذوا مدينة سؤخوتاي (Suk khotai) [ ص: 71 ] عاصمة لمملكتهم، التي تم تأسيسها عام 1257م

                  [1] ، وتعد قبيلة تهاي (Thai) من أكبر القبائل، التي استقرت في أراضي تايلاند الحالية، وما لبثت أن احتكت قبيلة التهاي بالجماعات الأخرى المجاورة لها واندلعت بينها عدة حروب، خاصة مع جماعات البورمان.

                  ولقد ظهر قبل قيام الدولة السيامية البوذية (سنة 1257م)، في هذه المنطقة ممالك بوذية عديدة، وكان التجار العرب المسلمون، الذين وصلوا إلى جنوب شرق آسيا في منتصف القرن السابع الميلادي، قد اتخذوا الأراضي السيامية (التايلاندية) طريقا لمسيرة قوافلهم التجارية.

                  لقد ظهر الإسلام في تايلاند -كما أسلفنا- منذ منتصف القرن السابع الميلادي على أيدي التجار العرب والفرس المسلمين، الذين اتخذوا الأراضي التايلاندية طريقا لهم بين أرخبيل الملايو والهند الصينية، وكان احتكاكهم المستمر مع الأهالي، وخصوصا التجار منهم قد مهد السبيل لظهور الدعوة بينهم، وكانت سلامة الدعوة وبعدها عن التدخل في الشؤون السياسية قد ضمن لها الاستمرار في الحركة، كما أن التعاليم الإسلامية المنسجمة مع التفكير [ ص: 72 ] الإنساني السليم هي التي جعلت الديانة المحلية (البوذية وغيرها) لا تجد حجة قوية معقولة لصد الدعوة الإسلامية عن مواصلة سيرها إلى الأمام.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية