الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  مسلمو تايلاند (التاريخ والمستقبل)

                  الأستاذ / محمد بن داود سماروه

                  2- مدينة السلام.. لحياة طيبة:

                  وفي هذا الإطار، جاء - قدرا وقدرا - المشروع الحضاري في تايلاند

                  [1] ، وهو مشروع (مدينة السلام فطاني لحياة طيبة)، تحت شعار: ( بلدة طيبة ورب غفور ) (سبأ:15)؛ حيث يهدف المشروع، من خلال العمل الدؤوب، إلى الارتقاء بحياة المسلمين نحو حياة طيبة: ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) (النحل:97)، وإظهار محاسن الإسلام وهيبته، دينا قـيمـا.. شاملا كاملا؛ ورفع منزلة الأمة المسلمة إلى أعلى مرتبة، تتناسب [ ص: 179 ] مع وصفها بـ: "خير أمة"، ونداء أبناء الأمة المسلمة وغيرها من الأمم للشراكة الإنسانية والتعاون، تحقيقا لأمر الله الملك القدوس السلام: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) (المـائدة:2)؛ وإدارة الوقف الإسلامي وفق تعاليم الإسلام، وتسريع عجلة مناشطه لاستيعاب أكبر قدر من المنافع؛ بمنطق الدين نحو بناء السلام

                  [2] .

                  ويقع هذا المشروع في مدينة فطاني، على الخط السريع الآسيوي، الذي يبدأ من حدود جنوب تايلاند مرورا بمحافظتي ناراتيوات وسونجكلا، وامتدادا إلى العاصمة بانكوك، وانتهاء بشمال تايلاند، بنقلة نوعية للمدينة الجامعية لجامعة فطاني في موقعها الريفي إلى ضاحية المدينة لمحافظة فطاني، التي كانت مملكة إسلامية توصف بـ (دار السلام)، ومنارة إسلامية بمـاضيها المزدهر.

                  ويجيء إطـلاق اسم (مدينة السلام فطاني)، على هـذه المـدينـة الجـامعيـة، التي تـنبسـط على مسـاحة تزيد على (مليوني متر مربع)؛ ليكون الحاضر أزهرا، والمسـتـقبل مشـرقـا (إشراقة نور الإسلام)؛ تفاؤلا وتيمنا بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ بغية تحقيق الأمن والأمان والإيمان والسلامة والإسلام والسلام المستدام في هذه المنطقة العريقة بتراثها العلمي الأصيل، وإرثها الحضاري الجليل؛ ولاستعادة فطاني مجدها وشرفها وعزها، والارتقاء بتراثها وثقافتها وحضارتها؛ في [ ص: 180 ] الوقت الذي بات فيه التعليم العالي عنوانا لرقي الدول، ومؤشرا على تطور المجتمعات، ودليلا على تقدم الأمم؛ وتأكد حضوره بالبرنامج العلمي والبحثي، للإحياء الحضاري لإقليم فطاني [3] ؛ حيث من المؤمل أن تحتضن "مدينة السلام فطاني" خمسة مشروعات حضارية، أربعة منها تقوم على أراضي (مخصصة للوقف الإسلامي)، بمساحة (1,280,000متر مربع)، ويقوم المشروع الخامس على أراضي استثمـارية، بمساحة (800,000 متر مربع).

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية