وقرأ ابن أبي عبلة " أشحة " بالرفع على خبر ابتداء مضمر أي : هم أشحة . وأشحة جمع شحيح ، وهو جمع لا ينقاس ; إذ قياس فعيل الوصف الذي عينه ولامه من واد واحد أن يجمع على أفعلاء نحو : خليل وأخلاء ، وظنين وأظناء وضنين وأضناء . وقد سمع أشحاء ، وهو القياس . والشح : البخل . وقد تقدم في آل عمران .
[ ص: 106 ] قوله : " ينظرون " في محل حال من مفعول " رأيتهم " لأن الرؤية بصرية .
قوله : " تدور " إما حال ثانية ، وإما حال من " ينظرون " .
قوله : " كالذي يغشى " يجوز فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن تكون حالا من " أعينهم " أي : تدور أعينهم حال كونها مشبهة عين الذي يغشى عليه من الموت . الثاني : أنه نعت مصدر مقدر لقوله " ينظرون " تقديره : ينظرون إليك نظرا مثل نظر الذي يغشى عليه من الموت ، ويؤيده الآية الأخرى " ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت " . الثالث : أنه نعت لمصدر مقدر أيضا لـ " تدور " أي : دورانا مثل دوران عين الذي . وهو على الوجهين مصدر تشبيهي .
قوله : " سلقوكم " يقال : سلقه أي : اجترأ عليه في خطابه ، وخاطبه مخاطبة بليغة . وأصله البسط ومنه : سلق امرأته أي : بسطها وجامعها . قال مسيلمة لسجاح لعنهما الله تعالى :
 3684 - ألا هبي إلى المضجع فإن شئت سلقناك     وإن شئت على أربع 
 ... ... ... ... 
والسليقة : الطبيعة المتأتية . والسليق : المطمئن من الأرض . وخطيب مسلاق وسلاق . ويقال بالصاد قال الشاعر :
[ ص: 107 ]
 3685 - فصلقنا في مراد صلقة     وصداء ألحقتهم بالثلل 
و " أشحة " نصب على الحال من فاعل " سلقوكم " . وابن أبي عبلة على ما تقدم في أختها .
				
						
						
