الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (58) قوله : " ولا المسيء " : " لا " زائدة للتوكيد لأنه لما طال الكلام بالصلة بعد قسيم المؤمنين ، فأعاد معه " لا " توكيدا . وإنما قدم [ ص: 493 ] المؤمنين لمجاورتهم قوله : " والبصير " ، واعلم أن التقابل يجيء على ثلاث طرق ، أحدها : أن يجاور المناسب ما يناسبه كهذه الآية . والثانية : أن يتأخر المتقابلان كقوله تعالى : مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع . والثالثة : أن يقدم مقابل الأول ، ويؤخر مقابل الآخر ، كقوله تعالى : وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور وكل ذلك تفنن في البلاغة . وقدم الأعمى في نفي التساوي لمجيئه بعد صفة الذم في قوله ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " تتذكرون " قرأ الكوفيون بتاء الخطاب ، والباقون بياء الغيبة . فالخطاب على الالتفات للمذكورين بعد الإخبار عنهم ، والغيبة نظرا لقوله : إن الذين يجادلون وهم الذين التفت إليهم في قراءة الخطاب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية