الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (8) قوله : يسمع : يجوز فيه أن يكون مستأنفا أي : هو يسمع ، أو دون إضمار " هو " ، وأن يكون حالا من الضمير في " أثيم " وأن يكون صفة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " تتلى عليه " حال من " آيات الله " ولا يجيء فيه الخلاف : وهو أنه يجوز أن يكون في محل نصب مفعولا ثانيا ; لأن شرط ذلك أن يقع بعدها ما لا يسمع نحو : " سمعت زيدا يقرأ " . أما إذا وقع بعدها ما يسمع نحو : " سمعت قراءة زيد يترنم بها " فهي متعدية لواحد فقط ، والآيات مما يسمع .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " ثم يصر " قال الزمخشري : " فإن قلت : ما معنى " ثم " في قوله : ثم يصر مستكبرا ؟ قلت : كمعناه في قول القائل :


                                                                                                                                                                                                                                      4029 - ... ... ... ... يرى غمرات الموت ثم يزورها



                                                                                                                                                                                                                                      وذلك أن غمرات الموت حقيقة بأن ينجو رائيها بنفسه ويطلب الفرار [ ص: 643 ] منها ، وأما زوراتها والإقدام على مزاولتها فأمر مستبعد . فمعنى " ثم " الإيذان بأن فعل المقدم عليها بعدما رآها وعاينها شيء يستبعد في العادات والطباع ، وكذلك آيات الله الواضحة الناطقة بالحق . فمن تليت عليه وسمعها كان مستبعدا في القول إصراره على الضلالة عندها واستكباره عن الإيمان بها " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : كأن لم يسمعها هذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة ، وأن تكون حالا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية