الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (32) قوله : الجوار : أي : السفن الجواري . فإن قلت : الصفة متى لم تكن خاصة بموصوفها امتنع حذف الموصوف . لا تقول : مررت بماش ; لأن المشي عام . وتقول : مررت بمهندس وكاتب ، والجري ليس من الصفات الخاصة فما وجه ذلك ؟ فالجواب : أن قوله : " في البحر " قرينة دالة على الموصوف . ويجوز أن تكون هذه صفة غالبة كالأبطح والأبرق ، فوليت العوامل دون موصوفها .

                                                                                                                                                                                                                                      و " في البحر " متعلق بـ " الجواري " إذا لم يجر مجرى الجوامد . فإن جرى مجراه كان حالا منه ، وكذا قوله : " كالأعلام " هو حال أي : مشبهة بالأعلام - وهي الجبال - كقول الخنساء :


                                                                                                                                                                                                                                      3975 - وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار



                                                                                                                                                                                                                                      وسمع : هذه الجوار ، وركبت الجوار ، وفي الجوار ، بالإعراب على الراء تناسيا للمحذوف . وقد تقدم هذا في قوله : ومن فوقهم غواش في الأعراف .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 556 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية