الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (18) قوله : أن تأتيهم : بدل من الساعة بدل اشتمال . وقرأ أبو جعفر الرؤاسي : " إن تأتهم " بـ إن الشرطية ، وجزم ما بعدها . وفي جوابها وجهان ، أحدهما : أنه قوله : " فأنى لهم " قاله الزمخشري . ثم قال : " فإن قلت : بم يتصل قوله : فقد جاء أشراطها على القراءتين ؟ قلت : بإتيان الساعة ، اتصال العلة بالمعلول كقولك : إن أكرمني زيد فأنا حقيق بالإكرام أكرمه " . والثاني : أن الجواب قوله : فقد جاء أشراطها ، وإتيان الساعة ، وإن كان متحققا ، إلا أنهم عوملوا معاملة الشاك ، وحالهم كانت كذا .

                                                                                                                                                                                                                                      والأشراط : جمع شرط بسكون الراء وفتحها . قال أبو الأسود :


                                                                                                                                                                                                                                      4060 - فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا فقد جعلت أشراط أوله تبدو



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 697 ] والأشراط : العلامات ، ومنه أشراط الساعة . وأشرط الرجل نفسه أي : ألزمها أمورا . قال أوس :


                                                                                                                                                                                                                                      4061 - فأشرط فيها نفسه وهو معصم     فألقى بأسباب له وتوكلا



                                                                                                                                                                                                                                      والشرط : القطع أيضا ، مصدر شرط الجلد يشرطه (يشرطه) شرطا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " فأنى لهم " " أنى " خبر مقدم و " ذكراهم " مبتدأ مؤخر أي : أنى لهم التذكير . وإذا وما بعدها معترض وجوابها محذوف أي : كيف لهم التذكير إذا جاءتهم الساعة ؟ فكيف يتذكرون ؟ ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا أي : أنى لهم الخلاص ، ويكون " ذكراهم " فاعلا بـ " جاءتهم " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو عمرو في رواية " بغتة " بفتح الغين وتشديد التاء ، وهي صفة ، فنصبها على الحال ، ولا نظير لها في الصفات ولا في المصادر ، وإنما هي في الأسماء نحو : الجربة للجماعة ، والشربة للمكان . قال الزمخشري : " ما أخوفني أن تكون غلطة من الراوي عن أبي عمرو ، وأن يكون الصواب " بغتة " بالفتح دون تشديد " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية