الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (63) قوله : أتخذناهم : قرأ الأخوان وأبو عمرو بوصل [ ص: 393 ] الهمزة ، وهي تحتمل وجهين ، أحدهما ، أن يكون خبرا محضا ، وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية لـ " رجالا " كما وقع " كنا نعدهم " صفة ، وأن يكون المراد الاستفهام وحذفت أداته لدلالة أم عليه كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      3876 - تروح من الحي أم تبتكر وماذا عليك بأن تنتظر



                                                                                                                                                                                                                                      فـ أم متصلة على هذا ، وعلى الأول منقطعة بمعنى بل والهمزة لأنها لم تتقدمها همزة استفهام ولا تسوية . والباقون بهمزة استفهام سقطت لأجلها همزة الوصل . والظاهر أنه لا محل للجملة حينئذ لأنها طلبية . وجوز بعضهم فيها أن تكون صفة لكن على إضمار القول أي : رجالا مقولا فيهم : أتخذناهم كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      3877 - جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط

                                                                                                                                                                                                                                      إلا أن الصفة في الحقيقة ذلك القول المضمر . وقد تقدم الخلاف في " سخريا " في قد أفلح المؤمنون . والمشهور أن المكسور في الهزء كقول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      3778 - إني أتاني لسان لا أسر بها     من علو لا كذب فيها ولا سخر



                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم معنى لحاق الياء المشددة في ذلك . وأم مع الخبر منقطعة فقط كما [ ص: 394 ] تقدم ، ومع الاستفهام يجوز أن تكون متصلة ، وأن تكون منقطعة كقولك : " أزيد عندك أم عندك عمرو " ، ويجوز أن يكون " أم زاغت " متصلا بقوله : " ما لنا " لأنه استفهام ، إلا أنه يتعين انقطاعها لعدم الهمزة ، ويكون ما بينهما معترضا على قراءة " أتخذناهم " بالاستفهام إن لم نجعله صفة على إضمار القول كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية