الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (22) قوله : ولا في السماء : على تقدير أن يكونوا فيها كقوله : إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات أي : على تقدير أن يكونوا فيها . وقال ابن زيد والفراء : " معناه ولا من في السماء أي : يعجز إن عصى " يعني : أن من في السماوات عطف على " أنتم " بتقدير : إن يعص . قال الفراء : " وهذا من غوامض العربية " . قلت : وهذا على أصله حيث يجوز حذف الموصول الاسمي وتبقى صلته . وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                      3637 - أمن يهجو رسول الله منكم وينصره ويمدحه سواء



                                                                                                                                                                                                                                      وأبعد من ذلك من قدر موصولين محذوفين أي : وما أنتم بمعجزين من في الأرض من الإنس والجن ولا من في السماء من الملائكة ، فكيف تعجزون خالقها ؟ وعلى قول الجمهور يكون المفعول محذوفا أي : وما أنتم بمعجزين أي : فائتين ما يريد الله بكم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 17 ] وقوله : " ثم يعيده " ثم الله ينشئ مستأنفان ، من إخبار الله تعالى ، فليس الأول داخلا في حيز الرؤية ، ولا في الثاني في حيز النظر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية