والأسوة بمعنى الاقتداء . وهي اسم وضع موضع المصدر وهو الائتساء ، فالأسوة من الائتساء كالقدوة من الاقتداء . وائتسى فلان بفلان أي اقتدى به . و " أسوة " اسم " كان " . وفي الخبر وجهان ، أحدهما : هو " لكم " فيجوز في الجار الآخر وجوه : التعلق بما يتعلق به الخبر ، أو بمحذوف على أنه حال من " أسوة " ، إذ لو تأخر لكان صفة ، أو بـ " كان " على مذهب من يراه . والثاني : أن الخبر هو في رسول الله ، و " لكم " على ما تقدم في في رسول الله ، أو تتعلق بمحذوف على التبيين أي : أعني لكم .
قوله : لمن كان يرجو فيه أوجه ، أحدها : أنه بدل من الكاف في " لكم " ، قاله . وقد منعه الزمخشري . وتابعه الشيخ . قال أبو البقاء : " وقيل : هو بدل من ضمير المخاطب بإعادة الجار . ومنع منه [ ص: 109 ] الأكثرون ; لأن ضمير المخاطب لا يبدل منه " . وقال الشيخ : " قال أبو البقاء : بدل من " لكم " كقوله : الزمخشري للذين استضعفوا لمن آمن منهم قال : " ولا يجوز على مذهب جمهور البصريين أن يبدل من ضمير المتكلم ولا من ضمير المخاطب بدل شيء من شيء ، وهما لعين واحدة . وأجاز ذلك الكوفيون . وأنشد : والأخفش
3686 - بكم قريش كفينا كل معضلة وأم نهج الهدى من كان ضليلا
قلت : لا نسلم أن هذا بدل شيء من شيء وهما لعين واحدة ، بل بدل بعض من كل باعتبار الواقع ; لأن الخطاب في قوله " لكم " أعم من " من كان يرجو الله " وغيره ، ثم خصص ذلك العموم لأن المتأسي به عليه السلام في الواقع إنما هم المؤمنون . ويدلك على ما قلته ظاهر تشبيه هذه الآية بآية الأعراف ، وآية الأعراف البدل فيها بدل كل من كل . ويجاب : بأنه إنما قصد التشبيه في مجرد إعادة العامل . الزمخشري
والثاني : أن يتعلق بمحذوف على أنه صفة لـ " حسنة " . الثالث : أن يتعلق بنفس " حسنة " قالهما . ومنع أن يتعلق بـ " أسوة " قال : " لأنها قد وصفت " . و " كثيرا " أي : ذكرا كثيرا . أبو البقاء