3706 - وإني لرام نظرة قبل التي لعلي وإن شطت نواها أزورها
وهو إضمار القول .
قوله : " تعتدونها " صفة لـ " عدة " و " تعتدونها " تفتعلونها : إما من العدد ، وإما من الاعتداد أي : تحتسبونها أو تستوفون عددها من قولك : عد الدراهم فاعتدها . أي : استوفى عددها نحو : كلته فاكتاله ، ووزنته فاتزنه . وقرأ [ ص: 132 ] في رواية وأهل ابن كثير مكة بتخفيف الدال . وفيها وجهان ، أحدهما : أنها من الاعتداد ، وإنما كرهوا تضعيفه فخففوه . قاله الرازي قال : " ولو كان من الاعتداء الذي هو الظلم لضعف ; لأن الاعتداء يتعدى بـ على " . قيل : ويجوز أن يكون من الاعتداء وحذف حرف الجر أي : تعتدون عليها أي : على العدة مجازا ثم تعتدونها كقوله :
3707 - تحن فتبدي ما بها من صبابة وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني
أي : لقضى علي . قال : " وقرئ " تعتدونها " مخففا أي : تعتدون فيها . كقوله : الزمخشري
3708 - ويوم شهدناه ... ... ... ...
البيت . والمراد بالاعتداء ما في قوله : ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا يعني : أنه حذف الحرف كما حذف في قوله :
ويوم شهدناه سليمى وعامرا قليل سوى الطعن النهال نوافله
وقيل : معنى تعتدونها أي : تعتدون عليهن فيها . وقد أنكر القراءة عن ابن عطية وقال : " غلط ابن كثير ابن أبي بزة عنه " وليس كما قال . والثاني : [ ص: 133 ] أنها من العدوان والاعتداء ، وقد تقدم شرحه ، واعتراض أبي الفضل عليه : بأنه كان ينبغي أن يتعدى بـ " على " ، وتقدم جوابه . وقرأ " تعدونها " بسكون العين وتشديد الدال ، وهو جمع بين ساكنين على غير حديهما . الحسن