آ . (46) قوله : أن تقوموا : فيه أوجه ، أحدها : أنها مجرورة المحل بدلا من " واحدة " على سبيل البيان . قاله . الثاني : أنها عطف بيان لـ " واحدة " قاله الفارسي . وهو مردود لتخالفهما تعريفا وتنكيرا . وقد تقدم هذا عند قوله : الزمخشري فيه آيات بينات مقام إبراهيم . الثالث : أنها منصوبة بإضمار أعني . الرابع : أنها مرفوعة على خبر ابتداء مضمر أي : هي أن تقوموا . ومثنى وفرادى : حال . ومضى تحقيق القول في " مثنى " وبابه في سورة النساء ، وتقدم القول في " فرادى " في سورة الأنعام .
قوله : " ثم تتفكروا " عطف على " أن تقوموا " أي : قيامكم ثم تفكركم .
[ ص: 200 ] والوقف عند أبي حاتم على هذه الآية ، ثم يبتدئ " ما بصاحبكم " . وفي " ما " هذه قولان ، أحدهما : أنها نافية . والثاني : أنها استفهامية ، لكن لا يراد به حقيقة الاستفهام ، فيعود إلى النفي . وإذا كانت نافية فهل هي معلقة ، أو مستأنفة ، أو جواب القسم الذي تضمنه معنى " تتفكروا " لأنه فعل تحقيق كتبين وبابه ؟ ثلاثة أوجه . نقل الثالث ، وربما نسبه ابن عطية . وإذا كانت استفهامية جاز فيها الوجهان الأولان ، دون الثالث . و " لسيبويه من جنة " يجوز أن يكون فاعلا بالجار لاعتماده ، وأن يكون مبتدأ . ويجوز في " ما " إذا كانت نافية أن تكون الحجازية ، أو التميمية .