آ . (48) قوله : يقذف بالحق : يجوز أن يكون مفعوله محذوفا ; لأن القذف في الأصل الرمي . وعبر به هنا عن الإلقاء أي : يلقي [ ص: 201 ] الوحي إلى أنبيائه بالحق . أي : بسبب الحق ، أو ملتبسا بالحق . ويجوز أن يكون التقدير : يقذف الباطل بالحق أي : يدفعه ويطرحه به ، كقوله : بل نقذف بالحق على الباطل . ويجوز أن تكون الباء زائدة ، أي : يلقي الحق كقوله : ولا تلقوا بأيديكم ، أو يضمن " يقذف " معنى يقضي ويحكم .
قوله : " علام الغيوب " العامة على رفعه . وفيه أوجه ، أظهرها : أنه خبر ثان لـ " إن " ، أو خبر مبتدأ مضمر ، أو بدل من الضمير في " يقذف " ، أو نعت له على رأي ; لأنه يجيز نعت الضمير الغائب ، وقد صرح به هنا . وقال الكسائي : " رفع على محل " إن " واسمها ، أو على المستكن في " يقذف " قلت : يعني بقوله : " محمول على محل إن واسمها " يعني به النعت ، إلا أن ذلك ليس مذهب البصريين ، لم يعتبروا المحل إلا في العطف بالحرف بشروط عند بعضهم . ويريد بالحمل على الضمير في " الزمخشري يقذف " أنه بدل منه ، لا أنه نعت له ; لأن ذلك انفرد به . الكسائي وزيد بن علي وعيسى بن عمر وابن أبي إسحاق بالنصب نعتا لاسم " إن " أو بدلا منه على قلة الإبدال بالمشتق أو منصوب على المدح .
[ ص: 202 ] وقرئ " الغيوب " بالحركات الثلاث في الغين . فالكسر والضم تقدما في " بيوت " وبابه ، وأما الفتح فصيغة مبالغة كالشكور والصبور ، وهو الشيء الغائب الخفي جدا .