قوله : " التناوش " مبتدأ ، و " أنى " خبره أي : كيف لهم التناوش . و " لهم " حال . ويجوز أن يكون " لهم " رافعا للتناوش لاعتماده على الاستفهام ، تقديره : كيف استقر لهم التناوش ؟ وفيه بعد . والتناؤش مهموز في قراءة الأخوين وأبي عمرو وأبي بكر ، وبالواو في قراءة غيرهم ، فيحتمل أن تكونا مادتين مستقلتين مع اتحاد معناهما . وقيل : الهمزة عن الواو لانضمامها كوجوه وأجوه ، [ ص: 204 ] ووقتت وأقتت . وإليه ذهب جماعة كثيرة كالزجاج والزمخشري وابن عطية والحوفي . قال وأبي البقاء : " كل واو مضمومة ضمة لازمة فأنت فيها بالخيار " وتابعه الباقون قريبا من عبارته . ورد الشيخ هذا الإطلاق وقيده : بأنه لا بد أن تكون الواو غير مدغم فيها تحرزا من التعوذ ، وأن تكون غير مصححة في الفعل ، فإنها متى صحت في الفعل لم تبدل همزة نحو : ترهوك ترهوكا ، وتعاون تعاونا . وبهذا القيد الأخير يبطل قولهم ; لأنها صحت في تناوش يتناوش ، ومتى سلم له هذان القيدان أو الأخير منهما ثبت رده . الزجاج
والتناوش : الرجوع . وأنشد :
3750 - تمنى أن تؤوب إلي مي وليس إلى تناوشها سبيل
[ ص: 205 ] أي : إلى رجوعها . وقيل : هو التناول يقال : ناش كذا أي : تناوله . ومنه : تناوش القوم بالسلاح كقوله :
3751 - ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق
وقال آخر :
3752 - فهي تنوش الحوض نوشا من علا نوشا به تقطع أجواز الفلا
وفرق بعضهم بين المهموز وغيره ، فجعله بالهمز بمعنى التأخر . قال الفراء : " من نأشت أي : تأخرت " . وأنشد :
3753 - تمنى نئيشا أن يكون مطاعنا وقد حدثت بعد الأمور أمور
[ ص: 206 ] وقال آخر :
3754 - قعدت زمانا عن طلابك للعلا وجئت نئيشا بعد ما فاتك الخبر
وقال : " أيضا هما متقاربان . يعني الهمز وتركه مثل : ذمت الرجل ، وذأمته أي : عبته " وانتاش انتياشا كتناوش تناوشا . قال : الفراء
3755 - باتت تنوش العنق انتياشا
وهذا مصدر على غير الصدر . و " من مكان " متعلق بالتناوش .